هكذا يضع القرآن الحكيم يدنا من أول يوم على موطن الداء الدوي، ومكمن المرض العضال: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (٢٠)}!
ها هنا رأس كل خطيئة .. ها هنا رأس كل دنيّة .. إنه مرض ذو شعبتين:
شعبة تنخر في نفسيّة الفرد، وشعبة تفتّ في كيان الأمّة والدولة!
فالإسراف في حبّ المال إذا نبت في قلب امرئ أذلّ عنق صاحبه، وهوّن عليه كل مهانة في سبيل طلبه، وقعد به عن كل مكرمة في أسلوب إنفاقه، فأصبح هو السيّد المالك، وأصبح هو العبد المملوك .. ومن زرع الحرص حصد