للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزاد ابن عبد الأعلى: فليدع ناديه، يعني قومه (١)!

ونبصر التشنيع والتعجيب في صورة الإنسان الطاغي الذي نسي نشأته وأبطره الغنى (٢) .. ونبصر الرجعة إلى الله في كل شيء، وفي كل أمر، وفي كل نيّة، وفي كل حركة، فليس هناك مرجع سواه، إليه يرجع الصالح والطالح، والطائع والعاصي، والمحق والمبطل، والخيّر والشرّير، والغنيّ والفقير .. وإليه يرجع هذا الذي يطغى أن رآه استغنى .. ألا إلى الله تصير الأمور .. ومنه النشأة إليه المصير!

ونبصر التشنيع والتعجيب ونحن نتصوّر هذا الأمر المستنكر، كيف يقع؟

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}!

ونبصر التهديد:

{كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (١٨)}!

ويروي البخاري وغيره عن عروة بن الزّبير، قال: سألت عبد الله بن عمروٍ، عن أشدّ ما صنع المشركون برسول الله -صلى الله عليه وسلم -، قال: رأيت عُقبة بن أبي مُعيْطٍ، جاء إِلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهُو يصلّي، فوضع رداءً في عُنقه، فَخَنَقه


(١) مسلم (٢٧٩٧)، وأحمد: ٢: ٣٧٠، والطبري: التفسير: ٣٠: ٢٥٦، والبيهقي: ٢: ١٨٩، والبغوي: معالم التنزيل: ٤: ٥٠٧، ٥٠٨، وأبو نعيم: الدلائل (١٥٨)، وابن حبان (٦٥٧١)، وانظر: الدر المنثور: ٨: ٥٦٥.
(٢) في ظلال القرآن: ٦: ٣٩٤٢ بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>