للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيهم والمجابُ، أمنعُهم من الظُّلم، وآخذُ منهم بحقوقِهم وهذا يعلم ذلك يعني عَمرو بن الأهتم، فقال عَمرو: إنَّه لشديدُ العارضَةِ، مانعٌ لجانبه، مطاعٌ في أَدْنَيْه (١) فقال الزِّبْرقان: والله يا رسولَ الله لقد علم منِّي غير ما قال، وما منعَه مِن (٢) أن يتكلَّم إلَّا الحسد، فقال عَمرو: أنا أحسدُك؟! والله يا رسولَ الله، إنَّه لئيمُ الخال، خبيثُ (٣) المالِ، أحمقُ الوالد، مضيَّع في العشيرة، والله يا رسولَ الله لقد صدقتُ في الأولى، وما كذبتُ في الأُخرى، ولكنِّي رجلٌ إذا رضيتُ قلتُ أحسنَ ما علمتُ، وإن (٤) غضبتُ قلتُ أقبحَ ما وجدتُ» (فَعَجِبَ النَّاسُ) منهما (لِبَيَانِهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : إِنَّ مِنَ البَيَانِ) الَّذي هو إظهار المقصود بأبلغِ لفظ، وهو (٥) من الفهمِ وذَكاء القلبِ، وأصلُ البيان الكشفُ والظُّهور (لَسِحْرًا -أَوْ) قال : (إِنَّ بَعْضَ البَيَانِ- لَسِحْرٌ) شكٌّ من (٦) الرَّاوي، فمن للتَّبعيض كما صرَّح به. وقال في «شرح السُّنَّة»: اختُلف في تأويلهِ فحملَه قومٌ على الذَّمِّ لأنَّه ذمَّ الكلام في التَّصنُّع والتَّكلُّف في تحسينه ليروق للسَّامعين، وليستميلَ به قلوبهم، كما يفعل السِّحر حيث يحوِّل الشَّيء عن حقيقتهِ، ويصرفه عن جهته فيلوح للنَّاظرين (٧) في غير معرض، فكذلك المتكلِّم قد يُحِيل الشَّيء عن ظاهرهِ ببيانه، ويزيلُه عن موضعهِ بلسانه إرادة التَّلبيس على السَّامع، أو إنَّ من البيان ما يُكسِب صاحبَه من الإثم (٨) ما يكتسبُه السَّاحر بسحرهِ، أو هو الرَّجل يكون عليه الحقُّ وهو ألحنُ بحجَّته من صاحب الحقِّ، فيسحر القوم ببيانه فيذهب بالحقِّ، وشاهدُه قوله : «إنَّكم تختصمُون إليَّ، ولعلَّ بعضَكم أن يكون ألحنَ بحجَّته من (٩) بعضٍ، فأقضِي له على نحو ما أسمعُ منه، فمن قضيتُ له بشيءٍ من حقِّ أخيهِ فلا يأخذه … » الحديث، [خ¦٦٩٦٧] وذهب آخرون إلى أنَّ المراد منه


(١) في (م) و (ب) و (د): «أذنيه»، كذا في «دلائل النبوة».
(٢) «من»: ليست في (د).
(٣) في (ص): «حديث»، كذا في «دلائل النبوة».
(٤) في (د): «وإذا».
(٥) في (د): «وهذا».
(٦) «من»: ليست في (د).
(٧) في (د): «للناظر».
(٨) في (ص) وهامش (ل) و (ب): في نسخة: «الأشياء».
(٩) في (م): «في».

<<  <  ج: ص:  >  >>