للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد دلَّ غير ما حديثٍ على جوازِ وقوع الكلام منه منظومًا من غير قصدٍ إلى ذلك، ولا يسمَّى مثل ذلك شعرًا ولا القائلُ به شاعرًا، وقد وقعَ كثيرٌ من ذلك في القرآنِ العظيمِ لكن غالبه أشطارُ أبيات، والقليل منه وقعَ وزن بيت تامٍّ، وللعلَّامة الشِّهاب أبي الطَّيِّب الحجازي «قلائد النحور في جواهر البحور» ذكر فيها ما استخرج من القرآن العزيز ممَّا جاء على أوزانِ البحور اتِّفاقًا، فمن ذلك قوله ممَّا هو من البحرِ الطَّويل:

أَيَا مَنْ طَوِيلَ اللَّيلِ بالنَّومِ قَصَّروا … أَنِيْبُوا وكُوْنُوا مِنْ أُنَاسٍ بِهِ تَاهُوا

وَإِنْ شِئْتُمُوا تَحْيوا أَمِيتُوا نُفُوسَكُم … وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ

ومن البحر الوافر:

صُدُورَ الجَيْشِ يُظْفِرُكم إِلَه … بِوَافِر سَهْمِكُم بالكَافِرِين

ويُخْزِهِم (١) وَيَنْصُركُم عَلَيهِم … وَيَشْفِ صُدُورَ قَومٍ مُؤْمِنِين

ومن الكامل:

مَاتَ ابْنُ مُوسَى وَهُو بَحْرٌ كَامِل … فَهَنَّاكُمُ (٢) جَمْعُ المَلَائكِ مُشْتَرك

يَأتِيْكُم التَّابُوتُ فِيهِ سَكِيْنَة … مِنْ ربِّكُم وبَقيَّةٌ ممَّا تَرَك


(١) في (س): «ويخزهمو».
(٢) في (س): «فهنَّاكمو».

<<  <  ج: ص:  >  >>