للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أرضنِي» (بِهِ) بالهمز قبل الراء، والَّذي في «اليونينيَّة» لأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: «ورضِّني» (١) أي: اجعلنِي به راضيًا (وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ) أي: ينطقُ بها بعد الدُّعاء، أو (٢) يستحضرُها بقلبه عند الدُّعاء، أي: فليَدْعُ مسمِّيًا حاجتَه، فالجملة حاليَّةٌ، والشَّكُّ في قوله: «أو قال» في الموضعين من الرَّاوي. قال في «الكواكب»: ولا يخرج الدَّاعي به عن العهدة حتَّى يكون جازمًا بأنَّه (٣) قال (٤) كما قال رسول الله حتَّى يدعو به ثلاث مرَّاتٍ؛ يقول تارةً: «في ديني ومعاشي وعاقبة أمري» وأخرى: «في عاجلي وآجلي» وثالثةٌ: «في ديني وعاجلي وآجلي». انتهى.

وينبغي أن يفتتحَ الدُّعاء ويختمَه بالحمد لله، والصَّلاة على رسول الله ، وأن يستخير الله سبعًا، ففي حديث أنسٍ -عند ابن السُّنِّيِّ-: «إذا هممتَ بأمرٍ فاستخرْ ربَّك سبعًا، ثمَّ انظرْ إلى الَّذي يسبقُ في قلبكِ، فإنَّ الخير فيه» لكن سنده واهٍ جدًّا، وليشرعْ في حاجتهِ، فإن كانَ له فيها خيرةٌ يسَّر الله له أسبابهَا وكانتْ عاقبتُها محمودةً.

وقد أوردَ المَحامِليُّ في «اللُّباب» حديثًا لأبي أيُّوب (٥) الأنصاريِّ في استخارة التَّزويج: عن النَّبيِّ أنَّه قال: «اكتمِ الخطبةَ، ثمَّ توضَّأْ فأحسنِ الوضوءَ، ثمَّ صلِّ ما كتبَ اللهُ لكَ، ثمَّ احمَد ربَّكَ ومجِّدهُ، ثمَّ قُل: اللَّهمَّ إنِّي أستخيرُكَ بعلمِكَ وأستقدرُكَ بقدرتِكَ، وأسألُكَ مِن فضلكَ العظيمِ، إنَّكَ تقدرُ ولا أقدرُ، وتعلمُ ولا أعلمُ، وأنت علَّامُ الغيُوبِ، فإن رأيتَ لِي فِي فلانةَ -وتسمِّيهَا باسمِهَا- خيرًا لي في دِينِي ودنيَايَ وآخرَتِي فاقضهَا لِي -أو قالَ: اقدُرهَا لِي- وإن كانَ غيرُهَا خيرًا لي منهَا فِي دينِي ودنيايَ وآخِرَتِي فاصرِفهَا عنِّي -أي: فلانة المسمَّاة-». وفي نسخةٍ: «فاقضها لي -أو قال: قدِّرها واقسمْها لي-» أي: غير فلانةٍ.


(١) «والذي في اليونينية لأبي ذرٍّ عن الكمشيهني: ورضّني»: ليست في (د).
(٢) في (ع) و (د): «و».
(٣) في (د): «بأن».
(٤) «قال»: ليست في (س).
(٥) في (د): «لأبي داود».

<<  <  ج: ص:  >  >>