للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليٌّ فقال: «يا أبا أيوبَ ألَّا أعلِّمكَ؟» قلتُ: بلى يا رسولَ الله. قال: «مَا مِنْ عبدٍ يقولُ إذا أصبحَ: لَا إِله إِلَّا الله» فذكرهُ: «إلَّا كتبَ الله لهُ بها عشرَ حسنَاتٍ، ومحَا عنهُ (١) عشرَ سيِّئاتٍ، وإلَّا كنَّ له عندَ الله عدْل عشرِ رقابٍ محرَّرِين، وإِلَّا كانَ في جُنَّةٍ منَ الشَّيطان حتَّى يمسِيَ، ولا قالهَا حينَ يمسِي إلَّا كانَ كذلِك» قال: فقلتُ: لأبي محمَّدٍ أنت سمعتَها من أبي أيُّوب؟ قال: الله لسمعته من أبي أيُّوب.

ورواهُ الإمام أحمدُ أيضًا من طريقِ عبد الله بنِ يعيش، عن أبي أيُّوب رفعهُ: «مَن قال إذَا صلَّى الصُّبحَ: لا إلَه إلَّا الله» فذكرهُ بلفظ: «عشرُ مرَّاتٍ كُنَّ لهُ كعَدْلُ أربعَ رقَابٍ، وكُتِبَ لهُ بهنَّ عشر حسنَاتٍ، ومُحِيَ عنهُ بهنَّ عشرُ سيِّئاتٍ، ورُفِعَ لهُ بهنَّ عشرُ درجاتٍ، وكُنَّ لهُ حرزًا منَ الشَّيطان حتَّى يمسِي، وإذا قالهَا بعدَ المغربِ فمثلُ ذلِك» وسندهُ حسنٌ. قال الحافظُ ابن حجرٍ: واختلافُ هذه الرِّوايات في (٢) عددِ الرِّقاب مع اتِّحاد المخرجِ يقتضِي (٣) التَّرجيح بينها، فالأَكثر على ذكرِ «أربعةٍ» ويجمعُ بينهُ وبينَ حديثِ أبي هُريرة بذكر (٤) «عشرة» لِقولها (٥): «مئة» فيكونُ مقابل كلِّ عشر مرَّاتٍ رقبةٌ من قَبْلِ المضاعفةِ، فيكون لكلِّ مرةٍ بالمضاعفةِ رقبةٌ، وهي مع ذلك لمطلق الرِّقاب، ومع وصف كونِ الرَّقبة من بني (٦) إسماعيل يكون مُقابل العَشرة من غَيرهم أربعةٌ منهم؛ لأنَّهم أشرفُ من غيرهم من العربِ فضلًا عن العجم، وأمَّا ذِكر رقبةٍ بالإفرادِ في حديث أبي أيُّوبٍ فشاذٌّ، والمحفوظُ «أربعةٌ»، كما مرَّ.

(قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ) البخاريُّ: (وَالصَّحِيْحُ (٧) قَوْلُ عَمْرٍو) بفتح العين (قَالَ الحَافِظُ أَبْو ذَرٍّ الهَرَويُّ: صَوَابُهُ عُمَرُ) بضم العين (وَهُوَ ابْنُ أَبِيْ زَائِدَةَ) وفي «اليونينية» عقبَ قول أبي ذرٍّ (٨): قلتُ: وعلى الصَّواب ذكرهُ أبو عبدِ الله البخاريُّ في الأصلِ، أي: لمّا قال: قال عمرُ بنُ أبي


(١) في (ب) و (س) زيادة: «بها».
(٢) في (ص): «من».
(٣) في (ص): «مقتضٍ».
(٤) في (د): «بذكره».
(٥) في (د): «كقوله».
(٦) في (ب) و (س): «ولد».
(٧) في (ص) و (ل): «الصواب».
(٨) «وفي «اليونينيَّة» عقب قول أبي ذرٍّ»: ليست في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>