للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ميمونة (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ) ، أنَّه قال: (قَالَ النَّبِيُّ : تَكُونُ الأَرْضُ) أي: أرضُ الدُّنيا (يَوْمَ القِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً) بضم الخاء المعجمة وسكون الموحدة وفتح الزاي بعدها هاء تأنيث، وهي الطُّلْمَة -بضم الطاء المهملة وسكون اللام- الَّتي توضع في المَلَّة -بفتح الميم واللام المشددة- الحفرة بعد إيقاد النَّار فيها.

قال النَّوويُّ: ومعنى الحديث: أنَّ الله تعالى يجعل الأرض كالطُّلْمَة والرَّغيف العظيم. انتهى.

وحملَه بعضُهم على ضرب المثل، فشبَّهها بذلك في الاستِدارة والبياضِ، والأولى حمله على الحقيقةِ مهما أمكن، وقُدرة الله صالحةٌ لذلك بل اعتقادُ كونه حقيقة أبلغُ، وقد أخرجَ الطَّبريُّ عن سعيد بن جبيرٍ، قال: تكون الأرضُ خبزةً بيضاءَ يأكلُ المؤمن من تحت قدميهِ. ومن طريقِ أبي معشر، عن محمَّد بن كعبٍ، أو محمَّد بن قيس ونحوه للبيهقيِّ بسندٍ ضعيفٍ عن عكرمةَ: تُبدَّل الأرض مِثل الخبزةِ يأكل (١) منها أهلُ الإسلام حتَّى يفرغوا من الحساب. ويستفاد منه أنَّ المؤمنين لا يُعاقبون بالجوعِ في طول زمانِ الموقف، بل يَقلِب الله بقدرتهِ طبعَ الأرض حتَّى يأكلوا منها من تحتِ أقدامِهم ما شاء الله من غيرِ علاجٍ ولا كلفةٍ، وإلى هذا القول ذهبَ ابن بَرَّجانٍ (٢) في «كتاب الإرشاد» له، كما نقلَه عنه القُرطبيُّ في «تذكرته».

(يَتَكَفَّؤُهَا) بفتح التَّحتية ثمَّ الفوقية والكاف والفاء المشددة (٣) بعدها همزة، أي: يقلبُها ويُميلها (الجَبَّارُ) تعالى (بِيَدِهِ) بقدرتهِ من ههنا إلى ههنا (كَمَا يَكْفَأُ) بفتح التحتية وسكون الكاف، يقلب (أَحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ) من يدٍ إلى يدٍ بعد أن يجعلها في المَلَّة بعد إيقاد النَّار فيها حتَّى تستوي (فِي السَّفَرِ) بفتح المهملة والفاء (نُزُلًا) بضم النون والزاي وإسكانها، مصدرٌ في موضعِ الحال (لأَهْلِ الجَنَّةِ) يأكلونها في الموقف قَبل دخولها، أو بعده (فَأَتَى رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ) لم أعرف اسمه، إلى رسول الله (٤)، ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: «فأتاه رجلٌ من اليهودِ» (فَقَالَ: بَارَكَ الرَّحْمَنُ


(١) في (د): «فيأكل».
(٢) في (د): «مرجان».
(٣) في (ب) زيادة: «به».
(٤) في (ع) زيادة: «فقال أبا القاسم».

<<  <  ج: ص:  >  >>