للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَيْكَ يَا أَبَا القَاسِمِ، أَلَا) بالتَّخفيف (أُخْبِرُكَ) بضم الهمزة وكسر الموحدة (بِنُزُلِ أَهْلِ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ) : (بَلَى) أَخْبِرني (قَالَ) اليهوديُّ: (تَكُونُ الأَرْضُ خُبْزَةً وَاحِدَةً، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ إِلَيْنَا ثُمَّ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ) ظَهرت (نَوَاجِذُهُ) إذ أعجبَه إخبار اليهوديِّ عن كتابهم بنظيرِ ما أخبرَ به من جهةِ الوحي، وقد كان يعجبُه موافقةُ أهل الكتاب فيما لم ينزلْ عليه، فكيف بموافقتِهم بما أُنزل عليه، و «النَّواجذ» بالنون والجيم والذال المعجمة، جمع: ناجذٍ، وهو آخرُ الأضراس، وقد يُطلق عليها كُلّها وعلى الأنيابِ (ثُمَّ قَالَ) اليهوديُّ، وللكُشميهنيِّ: «فقال»: (أَلَا أُخْبِرُكَ) يا أبا القاسم، ولمسلمٍ: «أخبركُم (١)» (بِإِدَامِهِمْ؟) بكسر الهمزة، الَّذي يأكلون به الخبز (قَالَ: إِدَامُهُمْ بَا) بفتح الموحدة من غير همز (لأَمٌ) بتخفيف الميم والتَّنوين (٢) مرفوعة (وَنُونٌ) بلفظ حرف الهجاء التَّالي للميم (٣) منوَّنةٌ مرفوعةٌ (قَالُوا) أي: الصَّحابة: (وَمَا) تفسير (هَذَا؟ قَالَ) اليهوديُّ: بالامٌ (ثَوْرٌ وَنُونٌ) أي: حوتٌ، كما حكى النوويُّ اتِّفاق العلماء عليه.

قال (٤): وأمَّا «با لام» ففي معناه أقوالٌ، والصَّحيح منها ما اختارهُ المحقِّقون أنَّها لفظةٌ عبرانيَّةٌ، معناها بها (٥): الثَّور، كما فسَّرها اليهوديُّ، ولو كانت عربيَّةً لعرفها الصَّحابة ولم يحتاجوا إلى سؤاله عنها (يَأْكُلُ مِنْ زَائِدَةِ كَبِدِهِمَا) القطعة المنفردةُ المتعلِّقة بكبدِهما، وهي أطيبه (سَبْعُونَ أَلْفًا) الَّذي يدخلون الجنَّة بغير حسابٍ خُصُّوا بأطيبِ النُّزل (٦)، أو لم يردِ الحصر بل أرادَ العددَ الكثير، قاله القاضِي عياض.

والحديثُ أخرجهُ مسلمٌ في «التَّوبة».


(١) في (د): «أخبرك».
(٢) في (ل): «بتخفيف اللام وتنوين الميم».
(٣) قوله: «للميم» زيادة من (د).
(٤) «قال»: ليست في (د).
(٥) «بها»: ليست في (د).
(٦) في (د): «النزول».

<<  <  ج: ص:  >  >>