للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَوْمُكَ) من مكَّة (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : أَ) معاديَّ (وَمُخْرِجِيَّ (١) هُمْ؟) بتشديد الياء المفتوحة، وقال ذلك استبعادًا للإخراج وتعجُّبًا منه، فيؤخذ منه -كما قال السُّهيليُّ- أنَّ مفارقةَ الوطن على النَّفس (٢) شديدةٌ لإظهارهِ الانزعاجَ لذلك بخلافِ ما سمعَه من ورقةَ من إيذائهِم وتكذيبهِم له (فَقَالَ وَرَقَةُ) له: (نَعَمْ) مخرجوكَ (لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ: «بمثلِ ما» (جِئْتَ بِهِ) من الوحي (إِلَّا عُودِيَ) لأنَّ الإخراجَ عن المألوفِ سبب لذلك (٣) (وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ) بجزمِ «يُدْركني» بـ: «أن» الشَّرطيَّة ورفع «يومُك» فاعل يُدركني، أي: يوم انتشار نبوَّتك (أَنْصُرْكَ) بالجزمِ جواب الشَّرط (نَصْرًا) بالنَّصب على المصدريَّة (مُؤَزَّرًا) من الأزرِ، وهو القوَّة (ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ) بالشين المعجمة، لم يلبثْ (وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّي) بدل اشتمال من ورقةَ، أي: لم تلبثْ وفاته (وَفَتَرَ الوَحْيُ) احتبسَ ثلاث سنين أو سنتين ونصفًا (فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ (٤) ) بكسر زاي «حزن» (فِيمَا بَلَغَنَا) معترضٌ بين الفعلِ ومصدرهِ وهو (حُزْنًا) والقائلُ هو محمَّد بنُ مسلم بنِ شهاب الزُّهريُّ من بلاغاتهِ (٥) وليس موصولًا، ويحتملُ أن يكون بلغه بالإسنادِ المذكور، والمعنى: أنَّ في جملةِ ما وصلَ إلينا من خبرِ رسولِ الله في هذه القصَّة، وهو عند ابن مَرْدويه في «التَّفسير» بإسقاط قولهِ: فيما بلغنَا، ولفظه: فترةً حَزِن النَّبيُّ منها حُزْنًا (غَدَا) بغين معجمة في الفرع، من الذَّهاب غدوة، وفي نسخة «عدا» بالعين المهملة، من العَدْوِ، وهو الذَّهاب بسرعة (مِنْهُ) من الحُزْن (مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى) يسقط (مِنْ رُؤُوْسِ شَوَاهِقِ الجِبَالِ) العاليةِ (فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ) بكسر الذال المعجمة وتفتح وتضم، أعلاه (لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ) من الجبلِ (نَفْسَهُ) المقدَّسة إشفاقًا أن تكون الفترة لأمرٍ أو سببٍ منه، فتكون (٦) عقوبة من ربِّه، ففعل ذلك بنفسهِ ولم يردْ شرعٌ بالنَّهي (٧) عن ذلك فيُعترض به، أو حزنَ على ما فاتهُ من الأمر الَّذي بشَّره به ورقةُ، ولم يكن


(١) في (د): «أَمعاديَّ أوَمُخْرِجِيَّ».
(٢) في (ص): «النفوس».
(٣) في (ع): «العداوة».
(٤) في (ع): «رسول الله».
(٥) في (د): «بلاغته».
(٦) في (د) و (ع) و (ص): «أن يكون».
(٧) في (د): «يرد بعد شرع».

<<  <  ج: ص:  >  >>