للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خوطبَ عن الله أنَّك رسولُ الله ومبعوثٌ إلى عباده. وعند ابن سعدٍ من حديث ابن عبَّاسٍ بنحو هذا البلاغ الَّذي ذكره الزُّهريُّ، وقوله: مكثَ أيَّامًا بعد مجيء الوحي لا يَرى جبريلَ، فحزن حزنًا شديدًا حتَّى كان يغدو (١) إلى ثبير مرَّة، وإلى حراء أُخرى يريدُ أن يُلقي نفسَه (تَبَدَّى) ظهرَ (لَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللهِ حَقًّا). وفي حديث ابن سعدٍ المذكور: فبينا (٢) هو عامدٌ لبعض تلك (٣) الجبال؛ إذ سمع صوتًا فوقف فزعًا، ثمَّ رفعَ رأسَه فإذا جبريلُ على كرسيٍّ بين السَّماء والأرض متربِّعًا يقول: يا محمَّد أنتَ رسولُ الله حقًّا، وأنا جبريلُ (فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ) بالجيم ثمَّ الهمزة الساكنة ثمَّ الشين المعجمة، اضطرابُ قلبه (وَتَقِرُّ) بكسر القاف في الفرع، وفي غيرِه بفتحها (نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ، فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ) لكي يُلقي منه نفسه (تَبَدَّى) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «بدا» أي (٤): ظهر (لَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ): يا محمَّد إنَّك رسول الله حقًّا.

تنبيه: قال في «فتح الباري»: قوله هنا: فترةً حتَّى حزن النَّبيُّ فيما بلغنا. هذا وما بعدَه من زيادةِ مَعمرٍ على روايةِ عُقيل ويُونس، وصنيعُ المؤلِّف يُوهم أنَّه داخلٌ (٥) في رواية عُقيل، وقد جَرى على ذلك الحَميدي في جمعه فساقَ الحديث إلى قولهِ: «وفتر الوحي» ثمَّ قال: انتهى حديث عُقيل المفرد عن ابنِ شهابٍ إلى حيث ذكرنا، وزاد عنه البخاريُّ في حديثهِ المقترن بمَعمر عن الزُّهريِّ فقال: وفترَ الوحيُ فترةً (٦) حتَّى حزن. فساقَه إلى آخره.

قال الحافظ ابن حجرٍ: والَّذي عندي أنَّ هذه الزِّيادة خاصَّة بروايةِ مَعمرٍ، فقد أخرج طريق عُقيل أبو نُعيم في «مستخرجه» من طريق أبي زُرعة الرَّازيِّ، عن يحيى ابنِ بُكير شيخِ البخاريُّ فيه في أوَّل الكتاب بدونهِ، وأخرجه مقرونًا هنا برواية مَعمر، وبيَّن أنَّ اللَّفظ لمَعمر، وكذلك صرَّح الإسماعيليُّ أنَّ الزِّيادة في رواية مَعْمر، وأخرجه أحمدُ ومسلم والإسماعيليُّ وغيرهم


(١) في (ع): «كاد يعدو».
(٢) في (د) و (ع): «فبينما».
(٣) في (ع): «عامد لتلك».
(٤) «أي»: ليست في (ع) و (ص).
(٥) في (د): «دخل».
(٦) «فترة»: ليست في (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>