للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإحراق، وليس المراد المبالغة فيه حتَّى يذكر باب التَّفعيل (حِينَ حَرَّقَهُ جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ) بالجيم والتَّحتيَّة، وقُدَامة -بضمِّ القاف- ابن مالك بن زهير بن الحصين التَّميميُّ السَّعديُّ، وكان السَّبب في ذلك أنَّ معاوية كان وجَّه ابن الحضرميِّ إلى البصرة يستنفرهم (١) على قتال عليٍّ ، فوجَّه عليٌّ جارية بن قدامة فحصره، فتحصَّن منه ابن الحضرميِّ في دارٍ، فأحرقها جارية عليه، ذكره العسكريُّ، وقال الطَّبريُّ في حوادث سنة ثمانٍ وثلاثين من طريق أبي الحسن المداينيِّ، وكذا أخرجه عنه (٢) ابن شَبَّة (٣) في «أخبار البصرة»: أنَّ عبد الله بن عبَّاسٍ خرج من البصرة -وكان عاملها لعليٍّ- واستخلف زياد بن سميَّة على البصرة، فأرسل معاوية عبد الله بن عمرو بن الحضرميِّ ليأخذ له البصرة، فنزل في بني تميم ٍ، وانضمَّت إليه العثمانيَّة، فكتب زيادٌ إلى عليٍّ يستنجده، فأرسل إليه أعين بن ضُبيعة المجاشعيَّ فقُتِل غيلة، فبعث عليٌّ بعده جارية بن قدامة، فحصر ابن الحضرميِّ؛ في الدَّار التي نزل فيها، ثمَّ أحرق الدَّار عليه وعلى من معه، وكانوا سبعين رجلًا أو أربعين، وجواب «فلمَّا» قوله: (قَالَ) جارية لجيشه: (أَشْرِفُوا) بفتح الهمزة وسكون الشِّين المعجمة وكسر الرَّاء بعدها فاءٌ (عَلَى أَبِي بَكْرَةَ) نُفَيعٍ، فانظروا: هل هو على الاستسلام والانقياد أم لا؟ (فَقَالُوا) له: (هَذَا أَبُو بَكْرَةَ يَرَاكَ) وما صنعت بابن الحضرميِّ، وربَّما أنكر عليك بكلامٍ أو بسلاحٍ.

(قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ) بن أبي بَكْرة بالسَّند السَّابق: (فَحَدَّثَتْنِي أُمِّي) هالة بنت غُلَيظٍ العجليَّة، كما ذكره خليفة بن خيَّاط، وقال ابن سعدٍ: اسمها: هولة (عَنْ أَبِي بَكْرَةَ) نُفيعٍ (أَنَّهُ قَالَ) لمَّا سمع قولهم: ربَّما أنكر عليك بسلاحٍ أو كلامٍ، وكان في عِلِّيَّةٍ له: (لَوْ دَخَلُوا عَلَيَّ) داري (مَا بَهَشْتُ) بفتح الموحَّدة والهاء وسكون الشِّين المعجمة بعدها فوقيَّةٌ، وللحَمُّويي والمُستملي: «ما بَهِشْتُ» بكسر الهاء لغتان، أي: ما دافعتهم (بِقَصَبَةٍ) كأنَّه قال: ما مددت يدي إلى قصبةٍ ولا تناولتها لأدافع بها عنِّي؛ لأنِّي لا أرى قتال المسلمين، فكيف أقاتلهم بسلاحٍ؟!

والحديث مرَّ في «الحجِّ» [خ¦١٧٤١].


(١) في (ع): «يستنصره».
(٢) «عنه»: ليس في (ع).
(٣) في غير (د): «ابن أبي شيبة»، وليس بصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>