للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كانت بمنًى، وربَّما قصد به دفع وهم من يتوهَّم أنَّها خارجةٌ عن (١) الحرم، أو من يتوهَّم أنَّ البلدة (٢) لم تبق حرامًا؛ لقتاله فيها يوم الفتح، واختصره الرَّاوي؛ اعتمادًا على سائر الرِّوايات، مع أنَّه لا يلزم ذكره في صحَّة التَّشبيه. انتهى. وسقط لابن عساكر لفظ «هذا» من قوله: «يومكم هذا»، ثمَّ قال : (أَلَا) بفتح الهمزة وتخفيف اللَّام، يا قوم (هَلْ بَلَّغْتُ) ما أمرني به الله تعالى (٣)؟ (قُلْنَا: نَعَمْ) بلَّغت (قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ) أي: الحاضر هذا المجلس (الغَائِبَ) عنه، وهو نصب مفعول سابقه (فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلَّغٍ) بفتح اللَّام المشدَّدة، بلغه كلامي بواسطة (يُبَلِّغُهُ) غيره بكسرها، كذا في الفرع بفتحٍ ثمَّ كسرٍ، وعليه جرى في «الفتح»، وقال في «الكواكب»: بكسرهما، وصوَّبه العينيُّ متعقِّبًا لابن حجرٍ، قلت: وكذا هو في «اليونينيَّة» بكسر اللَّام فيهما، والضَّمير الرَّاجع (٤) إلى «الحديث» مفعولٌ أوَّل له (٥) (مَنْ) بفتح الميم، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: «لمن» (هُوَ أَوْعَى) أحفظ (لَهُ) ممَّن بلَّغه، مفعولٌ ثانٍ، فقال محمَّد بن سيرين: (فَكَانَ كَذَلِكَ) أي: وقع التَّبليغ كثيرًا (٦) من الحافظ إلى الأحفظ، والذي يتعلَّق به «رُبَّ» محذوفٌ، تقديره: يوجد أو يكون (قَالَ) بالسَّند السَّابق من رواية محمَّد (٧) بن سيرين عن عبد الرَّحمن بن أبي بَكْرةَ عن أبي بَكْرة: (لَا تَرْجِعُوا) لا تصيروا (بَعْدِي) بعد موقفي أو بعد موتي (كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ) برفع «يضرب»، ومرَّ ما فيه قريبًا [خ¦٧٠٧٧] قال عبد الرَّحمن بن أبي بَكْرة: (فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ حُرِّقَ) بضمِّ الحاء المهملة (ابْنُ الحَضْرَمِيِّ) بفتح الحاء المهملة وسكون الضَّاد المعجمة وفتح الرَّاء، عبد الله بن عمرٍو، وقول الدِّمياطيِّ: إنَّ الصَّواب أُحرِق بالهمزة المضمومة؛ تعقَّبه في «الفتح» بأنَّ أهل اللُّغة جزموا بأنَّهما لغتان: أحرقه وحرَّقه، والتَّشديد للتَّكثير، وتعقَّبه العينيُّ فقال: هذا كلام من لا يذوق من معاني التَّراكيب شيئًا، وتصويب الدِّمياطيِّ «باب الإفعال»؛ لكون المقصود حصول


(١) في (د): «مِنْ».
(٢) في (ع): «البلد».
(٣) «الله تعالى»: ليس في (د).
(٤) في (ع): «راجعٌ».
(٥) في (ع): «أوله»، وليس بصحيح، وفي (د): «قوله».
(٦) في (د): «كذلك».
(٧) «محمَّد»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>