للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«المصابيح»: «في صورته التي يعرفون» أي: في علامةٍ (١) جعلها الله دليلًا على معرفته والتّفرِقة بينه وبين مخلوقاته، فسمَّى الدَّليل والعلامة صورةً مجازًا، كما تقول العرب: صورةُ أمرك كذا، وصورة حديثك كذا، والأمر والحديث لا صورةَ لهما، وإنَّما يريدون: حقيقة أمرك وحديثك، وكثيرًا ما يجري على ألسنة الفقهاء: صورة هذه المسألة كذا (فَيَقُولُ) لهم: (أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا، فَيَتَّْبَِعُونَهُ) بالتّخفيف والتّشديد، أي: فيتبعون أمره إيَّاهم بذهابهم إلى الجنَّة، أو ملائكته التي تذهب بهم إليها (وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ) بضمِّ حرف المضارعة وفتح ثالثه و «الصّراط» الجسر (بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ) على وسطها (فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُهَا) أي: يجوز بأُمَّتِه على الصّراط ويقطعه، ولأبي ذرٍّ عن الأَصيليِّ وابن عساكر: «من يجيء» (وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ) في حال الإجازة (إِلَّا الرُّسُلُ) لشِدَّة الأهوال (وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ) مرَّتين (وَفِي جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ) بغير صرف، معلَّقةٌ مأمورةٌ بأخذ مَنْ أُمرتْ به (مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ) بفتح السّين والدّال بينهما عين مهملات، نباتٌ ذو شوكٍ (هَلْ رَأَيْتُمُ السَّعْدَانَ؟) استفهام تقريرٍ لاستحضار الصّورة المذكورة (قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: َفإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَُ عِظَمِهَا) أي: الشوكة، وللكُشميهنيِّ: «ما قَدْرُ عِظَمِها» (إِلَّا اللهُ) تعالى، قال القرطبيُّ: قيَّدنا «قدرُ» عن بعض مشايخنا بضمِّ الرَّاء على أن «ما» استفهاميَّة (٢) و «قَدْرُ» مبتدأ، وبنصبِها على أنَّ «ما» زائدة و «قدرَ» مفعول «يَعْلَمُ» (تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ) بسبب أعمالهم القبيحة (فَمِنْهُمُ المُوبَقُ) بفتح الموحَّدة؛ الهالك (بِعَمَلِهِ) وهو الكافرُ، وللأَصيليِّ وأبي ذرٍّ عن المُستملي: «المؤمن» بالميم والنّون «بَقِيَ بعمله» بالموحَّدة والقاف المكسورة، من البقاء «أو الموبَقُ بعمله» بالشَّكِّ، وللحَمُّويي والكُشْمِيهَنيِّ: «فمنهم الموبَق» بالموحَّدة المفتوحة «بقِي» بالموحَّدة وكسر القاف، ولأبي ذرٍّ عن المُستملي: «يَقِي» بالتحتيَّة مِنَ الوقاية، أي: «يسترُه عمله» وللمستملي: «أو الموثق» بالمثلثة المفتوحة من الوثاق «بعمله» والفاء في قوله: «فمنهم» تفصيل للنّاس الذين تخطَفُهُمُ الكلاليب بحسب أعمالهم (وَمِنْهُمُ المُخَرْدَلُ (٣)) بالخاء المعجمة والدّال المهملة، المنقطع الذي تقطعه كلاليبُ الصّراط


(١) في (د): «علامات».
(٢) في غير (د): «استفهام».
(٣) في (ع): «المخذول».

<<  <  ج: ص:  >  >>