للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتَّى يهوي في النَّار، وقيل: المخردل المصروع، قال السّفاقسيُّ: وهو أنسب بسياق الخبر (أَوِ المُجَازَى) بضمِّ الميم وفتح الجيم المخفَّفة والزّاي بينهما ألف مِنَ الجزاء (أَوْ نَحْوُهُ) شكٌّ من الراوي، ولمسلمٍ: «المجازى» بغير شكٍّ (ثُمَّ يَتَجَلَّى) بتحتيَّةٍ ففوقيَّةٍ فجيمٍ فلامٍ مشدَّدةٍ مفتوحاتٍ كذا في الفرع كأصله مصحَّحًا عليه، أي: يتبيَّن، قال في «الفتح»: ويَحتملُ أن يكون بالخاء المعجمة، أي: يُخلَّى عنه، فيرجع إلى معنى ينجو، وفي حديث أبي سعيدٍ [خ¦٧٤٣٩] «فناج مَسَلَّم، ومخدوشٌ ومكدوسٌ في جهنم» (حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللهُ) ﷿ (مِنَ القَضَاءِ بَيْنَ العِبَادِ): أتمَّ، وقال ابن المُنيِّر: الفراغ إذا أضيف إلى الله معناه القضاء، وحلوله بالمقضي عليه، والمراد إخراج الموحِّدين وإدخالهم الجنَّة، واستقرار أهل النّار في النّار، وحاصله أنَّ معنى «يفرغ الله» أي: من القضاء بعذاب مَن يفرغ عذابه ومن لا يفرغ، فيكون إطلاق الفراغ بطريق المقابلة وإن لم يُذكَر لفظُها (وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ) بضمِّ أوّله وكسر ثالثه (بِرَحْمَتِهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَمَرَ) تعالى (المَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ) ﷿ (شَيْئًا مِمَّنْ أَرَادَ اللهُ) ﷿ (أَنْ يَرْحَمَهُ مِمَّنْ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي النَّارِ بِأَثَرِ السُّجُودِ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: «بآثار السجود» (تَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ آدَمَ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ حَرَّمَ اللهُ) ﷿ (عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ) وهو موضعُه مِنَ الجبهة، أو مواضع السّجود السّبعة، ورجَّحه النَّوويُّ، لكن في «مسلمٍ»: «إلَّا دارات الوجوه» وهو كما قال القاضي (١) عياض يدُلُّ على أنَّ المراد بـ «أثر السّجود»: الوجه خاصَّةً ويؤيِّده أنَّ في بقيَّة الحديث أنَّ منهم مَن غاب في النّار إلى نصف ساقيه، وفي «مسلمٍ» من حديث سَمُرة: «وإلى ركبتيه» وفي رواية هشام بن سعد في حديث أبي سعيد: «وإلى حقويه» لكن حمله النوويُّ على قومٍ مخصوصينَ، ونقل بعضُهم: أنَّ علامتَهم (٢) الغرَّة، ويضاف إليها التحجيل وهو في اليدين والقدمين ممَّا يصل إليه الوضوء، فيكون أشمل ممَّن قال: أعضاء السّجود؛ لدخول جميع اليدين والرجلين لا تخصيص الكفَّين والقدمين، ولكن ينقص (٣) منه الركبتان، وما استُدل به من بقية الحديث لا يمنع سلامةَ هذه الأعضاء مع الانغمار؛ لأنَّ تلك


(١) «القاضي»: مثبتٌ من (د).
(٢) في (ع): «علامته».
(٣) في (د): «تنقص».

<<  <  ج: ص:  >  >>