للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ) بفتح الذَّال المعجمة وتشديد الرَّاء، قيل: إنَّ مئة نملةٍ وزنُ حبَّة، والذَّرَّةُ واحدةٌ منها، وقيل: الذَّرَّةُ ليس لها وزنٌ، ويراد بها ما يرى في شعاع الشَّمس (فَأَخْرِجُوهُ فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا) منها (قَالَ أَبُو سَعِيدٍ) الخدريِّ : (فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقُوا) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «فإذا لم تصدقوني» (فَاقْرَؤُوْا ﴿إِنَّ اللّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا﴾ [النساء: ٤٠]) يُضاعِف ثوابَها، وأنَّث ضمير المثقال لكونه مضافًا إلى مؤنَّثٍ، والتَّجزؤ المذكور هنا، شيءٌ زائدٌ على مجرَّد الإيمان الَّذي هو التَّصديق الَّذي لا يتجزَّأ، فالزَّائد عليه يكون بعمَلٍ صالحٍ كذِكرٍ خفيٍّ، أو عمل ٍمن أعمال القلوب، من شفقةٍ على مسكينٍ، أو خوفٍ منه تعالى، أو نيَّةٍ صالحةٍ، أو غير ذلك (فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالمَلَائِكَةُ وَالمُؤْمِنُونَ، فَيَقُولُ الجَبَّارُ) تعالى، قال الحافظ ابن حجرٍ: قرأت في «تنقيح الزَّركشيِّ»: إنَّ قوله: «فيقول الله (١)» زيادةٌ ضعيفةٌ؛ لأنَّها غير متَّصلةٍ، قال: وهذا غلطٌ منه؛ فإنَّها متَّصِلَةٌ هنا، ثمَّ إنَّ لفظ حديث أبي سعيدٍ هنا ليس كما ساقه الزَّركشيُّ، وإنَّما فيه: «فيقول الجبَّار»: (بَقِيَتْ شَفَاعَتِي فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُخْرِجُ) تعالى (أَقْوَامًا) وهم الذين معهم مجرَّد الإيمان، ولم يأذن فيهم بالشَّفاعة حال كونهم (قَدِ امْتُحِشُوا) بضمِّ الفوقيَّة وكسر الحاء (٢) المهملة بعدها معجمةٌ: احترقوا (فَيُلْقَوْنَ) بضمِّ التَّحتيَّة وسكون اللَّام وفتح القاف (فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الجَنَّةِ) جمع «فُوَّهَة» بضمِّ الفاء وتشديد الواو المفتوحة، سُمِعَ من العرب على غير قياسٍ، وأفواه الأزقَّةٍ والأنهار: أوائلُها، والمراد هنا مُفْتَتَح مسالك قُصور الجنَّة (يُقَالُ لَهُ: مَاءُ الحَيَاةِ) وسقط لأبي ذرٍّ لفظ «ماء» (فَيَنْبُتُونَ فِي حَافَتَيْهِ) تثنية «حافة» بتخفيف الفاء، أي: جانبي النَّهر


(١) لم يرد اسم الجلالة في (د) و (ع).
(٢) «الحاء»: مثبتٌ من (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>