للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَا أَبَا سَعِيدٍ) وهي كنية الحسن (جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ أَخِيكَ) في الدِّين (أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَلَمْ نَرَ مِثْلَ مَا حَدَّثَنَا) بفتح المثلَّثة (فِي الشَّفَاعَةِ، فَقَالَ: هِيهِ) بكسر الهاءين (١) من غير تنوينٍ وقد تُنوَّن، كلمة استزادةٍ، أي: زيدوا من الحديث (فَحَدَّثْنَاهُ) بسكون المثلَّثة (بِالحَدِيثِ) الذي حدَّثنا به أنسٌ (فَانْتَهَى (٢) إِلَى هَذَا المَوْضِعِ فَقَالَ: هِيهِ) أي: زيدوا (فَقُلْنَا: لَمْ) وللأَصيليِّ: «فقلنا له: لم» (يَزِدْ لَنَا) أنسٌ (عَلَى هَذَا فَقَالَ: لَقَدْ حَدَّثَنِي) بالإفراد، أنسٌ (وَهْوَ جَمِيعٌ) أي: وهو مجتمعٌ، أي: حين كان شابًّا مجتمع العقل، وهو إشارةٌ إلى أنَّه كان حينئذٍ لم يدخل في الكِبَر الذي هو مظنَّة تفرُّق الذِّهن وحدوث اختلاط الحفظ (مُنْذُ) بالنُّون (عِشْرِينَ سَنَةً، فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ أَمْ كَرِهَ أَنْ تَتَّكِلُوا) على الشَّفاعة فتتركوا العمل (قُلْنَا) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: «فقلنا»: (يَا أَبَا سَعِيدٍ فَحَدِّثْنَا) بسكون المثلَّثة (فَضَحِكَ وَقَالَ: خُلِقَ الإِنْسَانُ عَجُولًا، مَا ذَكَرْتُهُ) لكم (إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ: حَدَّثَنِي) أنسٌ (كَمَا حَدَّثَكُمْ بِهِ، قَالَ) : (ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ، ثُمَّ) ولأبي ذرٍّ والأَصيليِّ: «بتلك المحامد، ثمَّ» (أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ) لك (وَسَلْ تُعْطَهْ) بهاء السَّكت (وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَيَقُولُ) ﷿: (وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لأُخْرِجَنَّ) بضمِّ الهمزة (مِنْهَا مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) أي: مع: محمَّدٍ رسول الله، وفي «مسلمٍ»: «ائذن لي فيمن قال: لا إله إلَّا الله، قال: ليس ذلك لك، ولكن وعزَّتي وكبريائي وعظمتي وجبريائي (٣) لأخرجنَّ من قال: لا إله إلى الله»، أي: ليس هذا لك، وإنَّما أفعل ذلك تعظيمًا لاسمي، وإجلالًا لتوحيدي.

وفي الحديث: الإشعار بالانتقال من التَّصديق القلبيِّ إلى اعتبار المقال من قوله : «ائذن لي فيمن قال: لا إله إلَّا الله» واستُشكِل؛ لأنَّه (٤) إن اعتُبِر تصديق القلب اللِّسان فهو كمال الإيمان (٥)، فما وجه التَّرقِّي من الأدنى المؤكَّد، وإن لم يُعتَبر التَّصديق القلبيُّ بل مجرَّد


(١) في (د): «الهاء».
(٢) في (د): «فانتهينا».
(٣) «وجبريائي»: ليس في (د) و (ع).
(٤) في (د): «بأنَّه».
(٥) في (د): «إيمانٍ».

<<  <  ج: ص:  >  >>