للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والرَّحم فيقومان جنبي الصِّراط يمينًا وشمالًا، فيمرُّ أوَّلهم كالبرق … » الحديث، فبهذا يتَّصل الكلام؛ لأنَّ الشَّفاعة التي يلجأ (١) النَّاس إليه فيها هي الإراحة من كرب الموقف، ثمَّ تجيء الشَّفاعة في الإخراج فيقول : «يا ربِّ أمَّتي أمَّتي» (فَيُقَالُ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: «فيقول»: (انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ منْها) أي: من النَّار (من كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ) ما أُمِرت به من الإخراج (ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ) تعالى (بِتِلْكَ المَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: «فيقول»: (يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيُقَالُ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: «فيقول»: (انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ) بالذَّال المعجمة والرَّاء المشدَّدة (أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ) ولأبي ذرٍّ: «فأخرجه» بالجزم على الأمر (فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ المَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: «فيقول»: (يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ) وللأَصيليِّ: «فيُقال»: (انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ) منها (مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى) مرَّتين، وللكشميهنيِّ: «أدنى» مرَّةً ثالثةً، وفائدة التَّكرار التَّأكيد (مِثْقَالِ حَبَّةٍ مِنْ (٢) خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ (٣)) فهي ثلاث تأكيداتٍ لفظيَّةٍ، فهو بالغٌ أقصى المبالغة باعتبار الأدنى البالغ هذا المبلغ في الإيمان الذي هو التَّصديق، ويحتمل أن يكون التَّكرار للتَّوزيع على الحبَّة والخردلة، أي: أقلَّ حبَّةٍ من أقلِّ خردلةٍ من الإيمان، ويُستفاد منه صحَّة القول بتجزُّؤ الإيمان وزيادته ونقصانه، ولأبي ذرٍّ: «من النَّار من النَّار من النَّار (٤)» بالتَّكرير ثلاثًا كقوله: «أدنى أدنى أدنى» (فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ).

قال معبدٌ: (فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ أَنَسٍ قُلْتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا) البصريِّين: (لَوْ مَرَرْنَا بِالحَسَنِ) البصريِّ (وَهْوَ مُتَوَارٍ) مختفٍ (فِي مَنْزِلِ أَبِي خَلِيفَةَ) الطَّائيِّ البصريِّ خوفًا من الحجَّاج بن يوسف الثَّقفيِّ (بِمَا) وللأَصيليِّ وأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «فحدَّثنا» وللكشميهنيِّ والأَصيليِّ: «فحدَّثناه بما» (حَدَّثَنَا) بفتح المثلَّثة (أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَنَا فَقُلْنَا لَهُ:


(١) في غير (د) و (ع): «لجأ».
(٢) «من»: ليس في (ص)، وكذا في «اليونينيَّة».
(٣) زيد في (د): «من النَّار من النَّار»، وهي رواية أبي ذرٍّ الآتية.
(٤) «من النَّار من النَّار»: سقط من (د)، و «من النَّار»: سقط من (ص) و (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>