للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البحر إذا اضطربت أمواجه (فَيَأْتُونَ آدَمَ) (فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ) (١) ليريحنا ممَّا نحن فيه، وسقط «لنا» لأبي ذرٍّ (فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا) أي: ليست لي هذه المرتبة (وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ) وفي الأحاديث السَّابقة: «فيقول آدم: عليكم بنوحٍ» [خ¦٣٣٤٠] ولم يذكر هنا نوحًا (فَيَقُولُ) إبراهيم: (لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللهِ) ولأبي ذرٍّعن الكُشْمِيهَنيِّ: «فإنَّه كلَّم الله» بلفظ الماضي (فَيَأْتُونَ مُوسَى) (فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى) (فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ فَيَأْتُونِي) ولأبي ذرٍّ: «فيأتونني» (فَأَقُولُ: أَنَا لَهَا) أي: للشَّفاعة (فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي، فَيُؤْذَنُ لِي) أي: في الشَّفاعة الموعود بها في فصل القضاء، ففيه حذفٌ، وفي «مُسنَد البزَّار» أنَّه يقول: «يا ربِّ عجّل على الخلق الحساب». انتهى. ثمَّ تذهب كلُّ أمةٍ مع من كانت تعبد، ويُؤتَى بجهنَّم والموازين والصِّراط وتتناثر الصُّحف وغير ذلك، ثمَّ من هنا ابتدأ ببيان الشَّفاعة الأخرى الخاصَّة بأمَّته (٢) (وَيُلْهِمُنِي) بالواو، ولأبي ذرٍّ: «فيلهمني» أي: الله (مَحَامِدَ) ولأبوي ذرٍّ والوقت: «لمحامد (٣)» (أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الآنَ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ المَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: «فيقول»: (يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ) سؤلك، ولأبي ذرٍّ والأَصيليِّ: «تعطهْ» بهاء السَّكت (وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي) أي: شفِّعني في أمَّتي، فيتعلَّق بمحذوفٍ حُذِف لضيق المقام وشدَّة الاهتمام. قال الدَّاوديُّ: قوله: «أمَّتي أمَّتي» لا أراه محفوظًا؛ لأنَّ الخلائق اجتمعوا واستشفعوا، ولو كان المراد هذه الأمَّة خاصَّةً لم تذهب إلى غير نبيِّها (٤)، فدلَّ على أنَّ المراد الجميع، وإذا كانت الشَّفاعة لهم في فصل القضاء فكيف يخصُّها بقوله: «أمَّتي» ثمَّ قال: وأوَّل الحديث ليس متَّصلًا بآخره، بل بقي بين طلبهم الشَّفاعة وبين قوله: «فاشفع» أمورٌ كثيرةٌ (٥). انتهى. وأُجيب بأنَّه وقع في حديث حذيفة المقرون بحديث أبي هريرة بعد قوله: «فيأتون محمَّدًا فيقوم ويُؤذَن له في الشَّفاعة، ويرسل الأمانة


(١) في (ع): «ربِّنا».
(٢) «»: مثبتٌ من (ع).
(٣) في غير (د): «بمحامد».
(٤) في (د): «غيره».
(٥) في (س): «كثيرة أمورٍ».

<<  <  ج: ص:  >  >>