مُنتَقِمُونَ﴾ لأنَّ «إنَّ» مانعٌ من عمله فيما قبله، أو بدلٌ مِن: ﴿يَوْمَ تَأْتِي﴾ وهذا يدلُّ على أنَّ مجيء أبي سفيان إليه ﷺ كان قبل الهجرة لأنَّه لم ينقل أنَّ أبا سفيان قدم المدينة قبل بدر.
(قَالَ) أي: البخاريُّ (وَزَادَ) ولابن عساكر: «قال أبو عبد الله» وسقط ذلك كلُّه لأبي ذَرٍّ، واقتصر على قوله: وزاد (أَسْبَاطٌ) بفتح الهمزة وسكون المهملة وبالموحَّدة آخره طاءٌ مهملةٌ، ابن نصرٍ، لا أسباط بن محمَّدٍ (عَنْ مَنْصُورٍ) عن أبي الضُّحى، يعني بإسناده السَّابق:(فَدَعَا رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَسُقُوا الغَيْثَ) بضمِّ السِّين والقاف مبنيًّا للمفعول، ونصب «الغيث»: مفعوله الثَّاني (فَأَطْبَقَتْ) أي: دامت وتواترت (عَلَيْهِمْ سَبْعًا) أي: سبعة أيَّامٍ، وسقطت التَّاء لعدم ذكر المميَّز، فإنَّه يجوز فيه الأمران حينئذٍ، وفي «تفسير سورة الدُّخان»[خ¦٤٨٢٣] من رواية أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي الضُّحى، في هذا الحديث: فقيل: يا رسول الله، استسقِ الله لِمُضَرَ فإنَّها قد هلكت، قال:«لِمُضَرَ؟! إنَّك لجريءٌ» فاستسقى فسُقوا. انتهى. والقائل: «قيل (١): يا رسول الله» الظَّاهر أنَّه أبو سفيان لما ثبت في كثيرٍ من طرق هذا الحديث في «الصَّحيحين»: فجاء أبو سفيان، وإنَّما قال:«لمضرَ»[خ¦٤٨٢١] لأنَّ غالبهم كان بالقرب من مياه الحجاز، وكان الدُّعاء بالقحط على قريشٍ وهم سكَّان مكَّة، فسرى القحط إلى مَن حولهم، ولعلَّ السَّائل عَدَل عن التَّعبير بـ «قريشٍ» لئلَّا يذكِّره بجرمهم، فقال:«لمضرَ» ليندرجوا فيهم، ويشير أيضًا إلى أنَّ غير المدعوِّ عليهم قد هلكوا بجريرتهم، وقوله:«لمضرَ؟! إنَّك لجريءٌ» أي: أتطلب أن