للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أستسقي لهم مع ما هم عليه من معصية الله (١) والإشراك به؟! وفي «دلائل البيهقيِّ» عن كعب بن مرَّة، أو مرَّة بن كعبٍ قال: «دعا رسول الله على مضرَ، فأتاه أبو سفيان بمكَّة (٢)، فقال: ادعُ الله لقومك فإنَّهم (٣) قد هلكوا»، ورواه أحمد وابن ماجه عن كعب بن مرَّة قال: جاءه رجلٌ فقال: استسقِ الله لِمُضَرَ. فقال: «إنَّك لجريءٌ، أَلمضرَ؟!» قال: يا رسول الله، استنصرت الله فنصرك، ودعوت الله فأجابك، فرفع يديه فقال «اللَّهم اسقنا غيثًا مغيثًا، مريعًا مريئًا (٤) طَبَقًا، عاجلًا غير رائثٍ، نافعًا غير ضارٍّ … » الحديثَ. فظهر بذلك أنَّ هذا الرَّجل المبهم المقول له: «إنَّك لجريءٌ» هو (٥) أبو سفيان. وأخرج أحمد أيضًا والحاكم عن كعب بن مرَّة أيضًا، قال: «دعا رسول الله على مُضَرَ، فأتيته فقلت: يا رسول الله، إنَّ الله قد نصرك، وأعطاك، واستجاب لك، وإنَّ قومك قد هلكوا … » الحديثَ، فظهر أنَّ فاعل «قال: يا رسول الله» -في (٦) الحديث الَّذي قبل هذا- هو كعب بن مرَّة راويه، وعلى هذا فكأنَّ أبا سفيان وكعبًا حضرا جميعًا، فكلَّمه أبو سفيان بشيءٍ، وكعبٌ بشيءٍ، فدلَّ على اتِّحاد قصَّتهما، وقد ثبت في هذه ما ثبت في تلك من قوله: «إنَّك لجريءٌ» وغير ذلك، وسياق كعب


(١) في (م): «معصيته».
(٢) «بمكَّة»: ليس في (د) و (م). وهي ثابتة في (ج).
(٣) «فإنَّهم»: ليس في (ص) و (م).
(٤) «مريئًا»: مثبتٌ من (ص). وكذا هي ثابتة في الفتح مصدر نقل المؤلف.
(٥) «هو»: ليس في (د).
(٦) زيد في (ص): «هذا».

<<  <  ج: ص:  >  >>