للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ربَّما تصدق، وربَّما تكذب، قال القرطبيُّ: كان ابن صيَّادٍ على طريق الكهنة، يخبر بالخبر، فيصحُّ تارةً، ويفسد أخرى، وفي حديث جابرٍ عند التِّرمذيِّ فقال: أرى حقًّا وباطلًا، وأرى عرشًا على الماء (فَقَالَ) له (النَّبِيُّ : خُلِّطَ عَلَيْكَ الأَمْرُ) بضمِّ الخاء المعجمة وتشديد اللَّام المكسورة، ورُوِيَ: تخفيفها كما في الفرع وأصله (١) أي: خلَّط عليك شيطانك ما يلقي إليك (ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ : إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ (٢)) أي: أضمرت (لَكَ) في صدري (خَبِيئًا) بفتح الخاء المعجمة وكسر الموحَّدة وسكون المثنَّاة التَّحتيَّة ثمَّ همزةٍ، بوزن: فعيل، ولأبي ذَرٍّ: «خَبْئًا» بفتح الخاء وسكون الموحَّدة وإسقاط التَّحتيَّة، أي: شيئًا، وفي حديث زيد بن حارثة عند البزَّار والطَّبرانيِّ في «الأوسط»: كان رسول الله خَبَأ له سورة الدُّخان، وكأنَّه أطلق السُّورة وأراد بعضها، فعند أحمد في حديث الباب: وخبأ له ﴿يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ﴾ [الدخان: ١٠] (فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ) بضمِّ الدَّال المهملة ثمَّ خاءٍ معجمةٍ، وفي حديث أبي ذرٍّ عند البزَّار وأحمد: فأراد أن يقول: الدُّخان، فلم يستطع، فقال (٣) الدُّخُّ. انتهى. أي: لم يستطع أن يتمَّ الكلمة، ولم يهتدِ من (٤) الآية الكريمة إلَّا لهذين الجزأين (٥) على عادة الكهَّان من اختطاف بعض الكلمات من أوليائهم من الجنِّ، أو من هواجس النَّفس (فَقَالَ) له : (اخْسَأْ) بهمزة وصلٍ، آخره همزةٌ ساكنةٌ: لفظٌ يُزجَر به الكلب، ويُطرَد (٦)، أي: اسكت صاغرًا مطرودًا (فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ) بنصب «تعدو» بـ «لن»، وفي بعض النُّسخ ممَّا حكاه السَّفاقسيُّ: «لن تعد» بغير واوٍ، فقيل: حُذِفت تخفيفًا، أو أنَّ «لن» بمعنى: «لا»، أو على لغةِ مَن يجزم بـ «لن»، وهي لغةٌ حكاها الكسائيُّ، و «تعدو» بالمثنَّاة الفوقيَّة، فـ «قدْرَكَ» نصبٌ، أو


(١) «وأصله»: ليس في (م).
(٢) زيد في (ب) و (س): «لك».
(٣) زيد في (ص): «له».
(٤) زيد في (د): «هذه».
(٥) في (ب) و (س): «الحرفين».
(٦) في (ص): «يُردُّ».

<<  <  ج: ص:  >  >>