للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مفعول، والمُنْكَر «مُفْعَل» (١) مِن أنكر، وكلاهما ضدُّ المعروف، وسُمِّيا (٢) به؛ لأنَّ الميِّت لم يعرفهما، ولم ير صورةً مثل صورتهما، وإنَّما صُوِّرا كذلك؛ ليخاف الكافر ويتحيَّر في الجواب، وأمَّا المؤمن فيثبِّته (٣) الله بالقول الثَّابت، فلا يخاف؛ لأنَّ من خاف الله في الدُّنيا وآمن به وبرسله (٤) وكتبه؛ لم يخف في القبر، وزاد الطَّبرانيُّ في «الأوسط» من حديث أبي هريرة أيضًا: «أعيُنُهما مثل قدور النُّحاس، وأنيابهما مثل صياصي البقر، وأصواتهما مثل الرَّعد»، وزاد عبد الرَّزَّاق من مرسل عمرو بن دينارٍ: «يحفران بأنيابهما، ويطأان في أشعارهما، معهما مرزبَّةٌ لو اجتمع عليها أهل منى؛ لم يُقِلُّوها» وذكر بعض الفقهاء: أنَّ اسم اللَّذَين يسألان المذنب: منكرٌ ونكيرٌ، و (٥) اسم اللَّذَين يسألان المطيع: مبشِّرٌ وبشيرٌ، كذا نقله في «الفتح» (فَيُقْعِدَانِهِ) فتُعاد روحه في جسده، وفي حديث البراء: «فيجلسانه»، وزاد ابن حِبَّان من حديث أبي هريرة: «فإذا كان مؤمنًا؛ كانت الصَّلاة عند رأسه، والزَّكاة عن يمينه، والصَّوم عن شماله، وفعل المعروف من قبل رجليه، فيقال له: اجلس، فيجلس، وقد مُثِّلتْ له الشَّمس عند الغروب»، زاد ابن ماجه (٦) من حديث جابرٍ: «فيجلس يمسح عينيه، ويقول: دعوني أصلِّي»، فانظر كيف يُبعث المرء على ما عاش عليه، واعتاد بعضهم أنَّه (٧) كلَّما انتبه؛ ذكر الله، واستاك، وتوضَّأ وصلَّى، فلمَّا مات رُئِيَ، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: لمَّا جاءني الملكان، وعادت إليَّ روحي، حسبت أنِّي انتبهت من اللَّيل، فذكرت الله على العادة، وأردت أن أقوم أتوضَّأ فقالا لي: أين تريد تذهب؟ فقلت: للوضوء (٨) والصَّلاة، فقالا (٩): نم نومة


(١) في (ص) و (م): «مفعول»، وليس بصحيحٍ.
(٢) في (د): «تسمَّيا».
(٣) في غير (د) و (س): «فيثيبه»، وهو تصحيفٌ.
(٤) في (د): «برسوله».
(٥) زيد في غير (د) و (س): «أنَّ».
(٦) في (م): «حِبَّان»، وليس بصحيحٍ.
(٧) «أنه»: ليس في (د).
(٨) في (ص) و (م): «الوضوء».
(٩) زيد في (د): «لي».

<<  <  ج: ص:  >  >>