للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما بُدِئ منه، وتجعل روحه في نَسَم طائرٍ تَعْلَقُ في شجرِ الجنَّة» (ثُمَّ رَجَعَ) قتادة (إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ، قَالَ: وَأَمَّا المُنَافِقُ وَالكَافِرُ) كذا بواو العطف، وتقدَّم في «باب خفق النِّعال» [خ¦١٣٣٨] «وأمَّا الكافر أو المنافق» بالشَّكِّ (فَيُقَالُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟) محمَّدٍ (فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي؟) وفي رواية أبي داود المذكورة: «وإنَّ الكافر إذا وُضِع في قبره؛ أتاه ملكٌ فينتهره، فيقول له: ما كنت تعبد؟»، وفي أكثر الأحاديث: «ما كنت تقول في هذا الرَّجل؟» وفي حديث البراء: «فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري؟ فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري؟ فيقولان له: ما هذا الرَّجل الَّذي بُعِث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري؟» (كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ (١) النَّاسُ) المسلمون (فَيُقَالُ) له: (لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ) أصله: تلوت بالواو، والمحدِّثون إنَّما يروونه بالياء للازدواج، أي: لا فهمتَ ولا قرأتَ القرآن، أو المعنى: لا دريتَ ولا اتَّبعتَ من يدري، ولأبي ذَرٍّ: «ولا أَتْليت» بزيادة ألفٍ وتسكين المثنَّاة الفوقيَّة، وصوَّبها يونس بن حبيبٍ، فيما حكاه ابن قتيبة: كأنَّه (٢) يدعو عليه؛ بأنَّه لا يكون له من يتبعه، واستبعد هذا في دعاء الملكين، وأجيب بأنَّ هذا أصل الدُّعاء، ثمَّ استُعمِل في غيره (وَيُضْرَبُ بِمَطَارِقَ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً) بإفراد «ضربةً» وجمع «مطارق» ليؤذن بأنَّ كلَّ جزءٍ من أجزاء تلك المطرقة مطرَقةٌ برأسها مبالغةً (فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ) مفهومه: أنَّ من بَعُد لا يسمعه، فيكون مقصورًا على الملكَين، لكن في حديث البراء: «يسمعها ما بين المشرق والمغرب»، والمفهوم لا يعارض المنطوق، وفي حديث أبي سعيدٍ عند أحمد: «يسمعه خلق الله كلُّهم» (غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ) الجنِّ والإنس، و «غيرَ» نصبٌ على الاستثناء، وفي هذا الحديث: إثبات عذاب القبر، وأنَّه واقعٌ على الكفَّار ومَن شاء الله من الموحِّدين، والمسألة وهل هي واقعةٌ على كلِّ أحدٍ؟ فقيل: إنَّما (٣) تقع على من يدَّعي الإيمان إنْ محقًّا وإنْ مبطلًا؛ لقول عبيد بن عميرٍ أحدِ كبار التَّابعين فيما رواه عبد الرَّزَّاق: إنَّما يُفتَن رجلان مؤمنٌ ومنافقٌ، وأمَّا الكافر فلا يُسأل عن


(١) في (ب) و (س): «يقوله».
(٢) في (م): «كأن».
(٣) في (ب): «إنَّها».

<<  <  ج: ص:  >  >>