للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَبُو الزِّنَادِ) عبد الله بن (١) ذكوان (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) هو (٢) ابن هرمز الأعرج (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ : لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ) بفتح المُثنَّاة التَّحتيَّة، من فاض الإناء فيضًا؛ إذا امتلأ، منصوبٌ عطفًا على الفعل المنصوب (حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ المَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ) بضمِّ الياء وكسر الهاء، من أَهَمَّ، والهمُّ: الحزن، «ربَّ» نُصِبَ (٣) كذا في الفرع (٤) وغيره، وضبطه الأكثرون على وجهين: «يَهُمَّ» (٥) بفتح أوَّله وضمِّ الهاء، من الهَمِّ -بفتح الهاء- وهو ما يشغل القلب من أمرٍ يهمُّ به، و «ربَّ» منصوبٌ، مفعول «يهمَّ»، و «من يقبل صدقته» في محلِّ رفعٍ على الفاعليَّة، وأسند الفعل إليه؛ لأنَّه كان سببًا فيما حصل لصاحب المال، وبضمِّ الياء وكسر الهاء، من أهمَّه الأمر إذا أقلقه، قال العينيُّ: فعلى هذا أيضًا الإعراب مثل الأوَّل، أي: في نصب «رَبَّ» على المفعوليَّة؛ لأنَّ كلًّا من مفتوح الياء ومضمومها متعدٍّ، يُقال: همَّه الأمر وأهمَّه، وقال النَّوويُّ: ضبطوه (٦) بوجهين، أشهرهما: بضمِّ (٧) أوَّله وكسر الهاء، و «رَبَّ» مفعولٌ، والفاعل «مَنْ يقبل»، والمعنى: أنَّه يقلق صاحب المال ويحزنه أمرُ من يأخذ منه (٨) زكاة ماله، لفقد المحتاج لأخذ الزَّكاة؛ لعموم الغنى لجميع النَّاس، والثَّاني: بفتح أوَّله وضمِّ الهاء، من «همَّ» بمعنى: قصد، و «رَبُّ» فاعلٌ، و «مَنْ» مفعولٌ، أي: يقصده فلا يجده. انتهى. ففرَّقوا بينهما فجعلوا الأوَّل متعدِّيًا، من الإهمام (٩)، و «رَبَّ» مفعولًا، والثَّاني: من الهمِّ: القصد، و «رَبُّ» فاعلًا، وتعقَّب الزَّركشيُّ والبرماويُّ وغيرهما الثَّاني فقالوا: وهذا ليس بشيءٍ؛ إذ يصير التَّقدير: يقصد الرَّجل


(١) «عبد الله بن»: سقط من (د) و (س) و (ج).
(٢) «هو»: مثبتٌ من (ص).
(٣) في (د) و (م): «بالرَّفع»، والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّه».
(٤) في (د): «بالفرع».
(٥) «يهمَّ»: ليس في (د).
(٦) في (د): «ضُبِط»، وفي (م): «ضبطه».
(٧) في (د): «فهمُّ».
(٨) «منه»: ليس في (د).
(٩) في (د) و (ص): «الاهتمام».

<<  <  ج: ص:  >  >>