للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة تسعٍ وخمسين ومئةٍ، ممَّا وصله في التَّفسير [خ¦٤٩٥٣] (وَمَعْمَرٌ) -بفتح الميمين وسكون العين- أبو عروة بن أبي عمرو بن راشدٍ الأزديُّ الحدانيُّ (١) مولاهم، عالم اليمن، المُتوفَّى سنة أربعٍ أو ثلاثٍ أو اثنتين وخمسين ومئةٍ، فيما وصله المؤلِّف في «تعبير الرُّؤيا» [خ¦٦٩٨٢] في روايتهما عن الزُّهريِّ: (بَوَادِرُهُ) كذا في رواية الأَصيليِّ وأبي الوقت -بفتح المُوحَّدة- جمع بادرةٍ، وهي اللَّحمة التي بين المنكب والعنق تضطرب (٢) عند فزع الإنسان، فوافقا عُقيلًا عليه، إلَّا أنَّهما قالا بدل قوله: «يرجف فؤاده» «ترجف بوادره»، وهما مستويان في أصل المعنى؛ لأنَّ كلًّا منهما دالٌّ على الفزع، ولأبي ذَرٍّ وكريمة عن الكُشْمِيهَنِيِّ وأبي الوقت في نسخةٍ وابن عساكر «وقال يونس ومعمر: تواتر (٣)»، وهذا أوَّل موضعٍ جاء فيه ذكر المُتابَعة؛ وهي أن يختبر الحديث وينظر في (٤) الدَّواوين المُبوَّبة والمُسنَدة وغيرها؛ كالمعاجم والمشيخات والفوائد، هل شارك راويه (٥) الذي يُظنُّ تَفرُّده به راوٍ آخرُ فيما رواه عن شيخه؟ فإن شاركه راوٍ معتبرٌ فهي متابعةٌ حقيقيةٌ، وتُسمَّى المتابعة التَّامَّة إن اتَّفقا في رجال السَّند كلِّهم؛ كمتابعة عبد الله وأبي صالحٍ؛ إذ وافقا ابن بُكيرٍ في شيخه اللَّيث إلى آخره، وإن شُورِك شيخه في روايته له عن شيخه فما فوقه إلى آخر السَّند واحدًا واحدًا حتَّى الصَّحابيَّ فمتابعٌ (٦) أيضًا، لكنَّه في ذلك قاصرٌ عن مشاركته هو؛ كمتابعة هلال؛ إذ وافقه في شيخ شيخه، وكلَّما بَعُدَ فيه المُتابع كان أنقص، وفائدتها: التَّقوية، ولا اقتصار فيها على اللَّفظ، بل لو جاءت بالمعنى كفى؛ كقول يونس ومعمرٍ في روايتهما عن الزُّهريِّ: «بوادره»؛ خلافًا لظاهر «ألفيَّة العراقيِّ» في التَّخصيص باللَّفظ، وحُكِيَ عن قومٍ كالبيهقيِّ، نعم؛ هي مخصوصةٌ بكونها من رواية ذلك الصَّحابيِّ، وقد يُسمَّى كلُّ واحدٍ من المتابع لشيخه فمن فوقه شاهدًا، ولكنَّ تسميته تابعًا أكثر.


(١) في كل الأصول: «الحراني» بالراء، وهو وهم.
(٢) في (ص) و (م): «تضرب».
(٣) في (د): «بواتره».
(٤) في غير (د): «من».
(٥) في (د): «رواية».
(٦) في (د) و (س) و (ص): «فتابع».

<<  <  ج: ص:  >  >>