للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَنْ لم يؤمن بك، وفيه دلالةٌ على أنَّه أُمِرَ بالإنذار عقب نزول الوحي؛ للإتيان بفاء التَّعقيب، واقتصر على الإنذار؛ لأنَّ التَّبشير إنَّما يكون لمن دخل في الإسلام، ولم يكن إذ ذاك مَنْ دخل فيه (إِلَى قَوْلِهِ: ﴿وَالرُّجْزَ﴾) أي: الأوثان (﴿فَاهْجُرْ﴾) زاد الأربعة: «الآية» (فَحَمِيَ) بفتح الحاء المُهملَة وكسر الميم، أي: فبعد نزول هذه الآية كَثُرَ (الوَحْيُ) أي: نزوله (وَتَتَابَعَ) ولأبي ذَرٍّ عن الكُشْمِيهَنِيِّ: «وتواتر» بالمثنَّاتين بدل «وتتابع» وهما بمعنًى. وإنَّما لم يكتف بـ «حمي» لأنَّه لا يستلزم الاستمرار والدَّوام والتَّواتر.

ورواة هذا الحديث كلُّهم مدنيُّون، وأخرجه في «الأدب» [خ¦٦٢١٤] و «التَّفسير» [خ¦٤٩٢٦]، ومسلمٌ أيضًا فيه (تَابَعَهُ) أي: تابع يحيى ابن بُكيرٍ شيخ المؤلِّف في رواية هذا الحديث عن اللَّيث بن سعدٍ (عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ) التِّنِّيسيُّ، وحديثه عند المؤلِّف في «التَّفسير» [خ¦٤٩٢٦] و «الأدب» (١) [خ¦٣٢٣٨] (وَ) كذا تابعه (أَبُو صَالِحٍ) كلاهما عن اللَّيث، وأبو صالحٍ: هو عبد الله كاتب اللَّيث، أو هو عبد الغفَّار بن داود البكريُّ الحرَّانيُّ الإفريقيُّ المولد، المُتوفَّى بمصر سنة أربعٍ وعشرين ومئتين، وكلاهما روى عنه المؤلِّف، ووهَّم في «فتح الباري» القائل بالثَّاني، وقد أكثر المؤلِّف عن الأوَّل من المعلَّقات، وروايته لهذا الحديث عن اللَّيث أخرجها يعقوب بن سفيان في «تاريخه» مقرونًا بيحيى ابن بُكيرٍ، فيكون رواه عن اللَّيث ثلاثةٌ: يحيى، وعبد الله بن يوسف، وأبو صالحٍ (وَتَابَعَهُ) أي: وتابع عُقيل بن خالدٍ شيخ اللَّيث في هذا الحديث أيضًا (هِلَالُ بْنُ رَدَّادٍ) بدالين مُهملَتين الأولى مشدَّدة، الطَّائيُّ، وليس له في هذا الكتاب إلَّا هذا الموضع (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّد بن مسلمٍ، وحديثه في «الزُّهريَّات» للذُّهليِّ (وَقَالَ يُونُسُ) بن يزيد بن مُشكان الأَيْليُّ -بفتح الهمزة وسكون المثنَّاة التَّحتيَّة- التابعيُّ، المتوفَّى بمصر


(١) في الأدب (٦٢١٤) من طريق يحيى بن بكير حدثنا الليث.

<<  <  ج: ص:  >  >>