للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العبادلة الأربعة، المُتوفَّى بعد أن عَمِيَ بالطَّائف سنة ثمانٍ وستِّين، وهو ابن إحدى وسبعين سنةً على الصَّحيح في أيَّام ابن الزُّبير، وله في «البخاريِّ» مئتا حديثٍ وسبعة عشَر حديثًا (فِي قَوْلِهِ تَعَالَى) وللأَصيليِّ: «﷿»: (﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ﴾) أي: بالقرآن (﴿لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ) القرآنيِّ لثقله عليه (شِدَّةً) بالنَّصب مفعول «يعالج»، والجملة في موضع (١) نصبٍ خبر «كان» (وَكَانَ) (مِمَّا) أي: ربَّما كما قاله في «المصابيح» (يُحَرِّكُ) زاد في بعض الأصول: «به» (شَفَتَيْهِ) بالتَّثنية، أي: كثيرًا ما كان يفعل ذلك، قاله القاضي عياضٌ والسَّرَقُسْطيُّ (٢)، وكان يكثر من ذلك حتَّى لا ينسى، أو لحلاوة الوحي في لسانه، وقال الكِرمانيُّ: أي: كان العلاج ناشئًا من تحريك الشَّفتين، أي: مبدأ العلاج منه، أو «ما» بمعنى «من» الموصولة، وأُطلِقت على من يعقل مجازًا، أي: وكان ممَّن يحرِّك شفتيه، وتُعقِّب بأنَّ الشِّدَّةَ حاصلةٌ قبل التَّحريك، وأُجِيب: بأنَّ الشِّدَّة وإن كانت حاصلةً له قبل التَّحريك إلَّا أنَّها لم تظهر إلَّا بتحريك الشَّفتين؛ إذ هي أمرٌ باطنيٌّ لا يدركه الرَّائي إلَّا به، قال سعيد بن جُبيرٍ: (فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) رضي الله تعالى عنهما: (فَأَنَا


(١) في غير (د) و (م): «محلِّ».
(٢) في غير (م): «كالسَّرقسطيِّ».

<<  <  ج: ص:  >  >>