للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(﴿فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾) قال مجاهدٌ فيما أخرجه (١) الفريابيُّ: أي: (فِي أَحْسَنِ خَلْقٍ) بفتح الخاء: منتصب القامة، حسن الصُّورة (﴿أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٤ - ٥]) بأن جعلناه من أهل النَّار، أو (٢) كنايةٌ عن الهرم والضَّعف، فينقص عمل المؤمن عن زمن الشَّباب، ويكون له أجر، لقوله تعالى: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [التين: ٦] قال مجاهدٌ: (إِلَّا مَنْ آمَنَ) أي: لكن من آمن، فالاستثناء منقطعٌ، والمعنى: ثمَّ رددناه أسفل سافلين، رددناه إلى أرذل العمر، فنقص عمله، فنقصت حسناته، ولكنَّ من آمن وعمل الصَّالحات ولازم عليها إلى زمن الهرم والضَّعف فإنَّه يُكتَب له بعده (٣) مثل الَّذي كان يعمل في الصِّحَّة.

(﴿خُسْرٍ﴾) في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ [العصر: ٢] أي: (ضَلَالٍ، ثُمَّ اسْتَثْنَى) فقال: (إِلَّا مَنْ آمَنَ) فليس في ضلالٍ، قاله مجاهدٌ فيما أخرجه الفريابيُّ وذكره بالمعنى، وإلَّا فالتِّلاوة: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا (٤)[العصر: ٣] وثبت لأبي ذرٍّ لفظ «فقال».

(﴿لَّازِبٍ﴾) في قوله تعالى: ﴿إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ﴾ [الصافات: ١١] قال أبو عبيدة (٥): (لَازِمٌ) بالميم. قال النَّابغة:

ولا تحسِبون الشَّرَّ ضربةَ لازبٍ .........................

أي: لازمٍ. وعن مجاهدٍ فيما رواه الطَّبريُّ: لازقٌ، وعن ابن عبَّاسٍ: من التُّراب والماء، فيصير طينًا يلزق (٦)، فلعلَّ تفسيره باللَّازم تفسيرٌ بالمعنى، وأكثر أهل اللُّغة على أنَّ الباء في «اللَّازب» بدلٌ من الميم، فهما بمعنًى، وقد قُرِئ: (لازمٍ) بالميم، لأنَّه يلزم اليد، وقيل: اللَّازب: المُنْتِن.

(﴿وَنُنشِئَكُمْ﴾) يريد: قوله تعالى: ﴿وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الواقعة: ٦١] أي: (فِي أَيِّ خَلْقٍ نَشَاءُ)


(١) في (د): «وصله».
(٢) زيد في (م): «هو».
(٣) في (د): «بعد ذلك».
(٤) زيد في (م): «﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ﴾».
(٥) «قال أبو عبيدة»: ليس في (ص).
(٦) في (ص): «يلزم».

<<  <  ج: ص:  >  >>