للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مثل ربعه، فلو كان بالذِّراع المعهود، لكانت يده قصيرةً في جنب طول جسده، وزاد أحمد من حديث سعيد بن المسيَّب عن أبي هريرة مرفوعًا: «في سبعة أذرعٍ عرضًا» (ثُمَّ قَالَ) تعالى له: (اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنَ المَلَائِكَةِ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ) من التَّحيَّة، وهذه (تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ) من بعدك. وفي «التِّرمذيِّ» من حديث أبي هريرة: «لمَّا خلق الله آدم ونفخ فيه الرُّوح عطس، فقال: الحمد لله، فحمد الله بإذنه … » الحديثَ إلى قوله: «اذهب إلى أولئك الملائكة -إلى ملأ منهم جلوس-» (فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللهِ) وهذا أوَّل مشروعيَّة السَّلام، وتخصيصه بالذِّكر، لأنَّه فتحٌ لباب المودَّة، وتأليفٌ لقلوب الإخوان المؤدِّي إلى استكمال الإيمان، كما في حديث مسلمٍ عن أبي هريرة مرفوعًا: «لا تدخلوا الجنَّة حتَّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا، أَوَلَا (١) أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السَّلام بينكم» (فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ) يدخلها وهو (عَلَى صُورَةِ آدَمَ) في الحسن والجمال والطُّول، ولا يدخلها على صورته من السَّواد، أو بوصفٍ من العاهات (فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ) في الجمال والطُّول (حَتَّى الآنَ) فانتهى التَّناقص إلى هذه الأمَّة، فإذا دخلوا الجنَّة عادوا إلى ما كان عليه آدم من الجمال وطول القامة. وفي «كتاب مثير الغرام في زيارة القدس والخليل » لتاج الدِّين التَّدمريِّ ممَّا نقله عن ابن قتيبة في «المعارف»: أنَّ آدم كان أمرد، وإنَّما نبتت اللِّحية لولده بعده، وكان طوالًا كثير الشَّعر جعدًا أجمل البريَّة (٢).

وحديث الباب أخرجه أيضًا في «الاستئذان» [خ¦٦٢٢٧]، ومسلمٌ في «صفة الجنَّة»، وصحَّحه ابن حبَّان، ورواه البزَّار والتِّرمذيُّ والنَّسائيُّ من حديث سعيدٍ المقبُريِّ وغيره عن أبي هريرة مرفوعًا: «إنَّ الله خلق آدم من ترابٍ فجعله طينًا، ثمَّ تركه حتَّى إذا كان حمأ مسنونًا خلقه وصوَّره، ثمَّ تركه حتَّى إذا كان صلصالًا كالفخَّار كان إبليس يمرُّ به فيقول: خُلِقت لأمرٍ عظيمٍ،


(١) في (ب) و (س): «ألا».
(٢) قوله: «وفي كتاب مثير .... أجمل البرية»: جاء في (د)، بعد قوله الآتي: «صفة الجنَّة».

<<  <  ج: ص:  >  >>