للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طلع، و (١) هو طالعٌ. نعم قد يُؤوَّل في بعض المواضع بالمذكَّر فينزَّل (٢) منزلته، مثل:

فلا مزنةٌ وَدَقَتْ ودقَها … ولا أرضَ أبقلَ إبقالَها

فأوَّلَ الأرضَ بالمكان فذكّر، وكذا ما نحن فيه.

(فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ) أي: وإن لم تُقِمْه (لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ) فلا يقبل الإقامة، وهذا ضربُ مَثَلٍ لِمَا في أخلاق النِّساء من الاعوجاج، فإن أُريد منهنَّ الاستقامة ربَّما أفضى ذلك إلى الطَّلاق. وفي «مسلمٍ» من حديث أبي هريرة: «إن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها» (فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ) أيُّها (٣) الرِّجال. وفي الحديث: النَّدب إلى المداراة لاستمالة النُّفوس وتألُّف (٤) القلوب، وفيه سياسة النِّساء بأخذ العفو عنهنَّ، والصَّبر على عوجهنَّ، فإنَّ من رام تقويمهنَّ فاته الانتفاع بهنَّ، مع أنَّه لا غنى للإنسان عن امرأةٍ يسكن إليها ويستعين بها على معاشه. وفي «صحيح ابن حبَّان» مرفوعًا من حديث أبي هريرة: «إنَّ المرأة خُلِقت من ضلعٍ أعوج (٥)، فإن أقمتها كسرتها، فدارِها تَعِشْ بها».

وحديث الباب أخرجه أيضًا في «النِّكاح وعِشْرة النِّساء» [خ¦٥١٨٦]، ومسلمٌ في «النِّكاح».


(١) في (ص): «طالعٌ»، وليس في (د).
(٢) في (د): «فيتنزَّل».
(٣) زيد في (د): «يا».
(٤) في (م): «وتأليف».
(٥) كلمة «أعوج» ليست في ابن حبان (٤١٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>