للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لهم بالحديد والنُّحاس، و (١) من طريق وهب بن منبِّهٍ قال: شَرَّفه بزبر الحديد والنُّحاس المذاب، وجعل خلاله عرقًا من نحاسٍ أصفر، فصار كأنَّه بُرْدٌ مُحبَّرٌ من صفرة النُّحاس وحمرته وسواد (٢) الحديد، وحكى الحافظ (٣) ابن كثيرٍ: أنَّ الخليفة الواثق بعث في دولته بعض أمرائه في جيشٍ، لينظروا إلى السَّدِّ وينعتوه له إذا رجعوا، فرأوا بناءه من الحديد والنُّحاس، ورأوا فيه بابًا عظيمًا عليه أقفالٌ عظيمةٌ، وبقيَّة اللَّبِنِ والعمل (٤) في برجٍ هناك، وذكروا أنَّ عنده حرسًا من الملوك المتاخمة له، وأنَّه عالٍ منيفٌ شاهقٌ. (﴿فَمَا اسْطَاعُوا﴾) بحذف التَّاء، حذرًا من تلاقي متقاربين (﴿أَن يَظْهَرُوهُ﴾) أي: أن (يَعْلُوهُ) بالصُّعود لارتفاعه وانملاسه، و ﴿اسْطَاعُوا﴾ جمعٌ مفرده: (اسْتَطَاعَ) بالتَّاء قبل الطَّاء، ولأبي ذرٍّ: «اسطاع» بحذفها، أصله: («اسْتَفْعَلَ» مِنْ أَطَعْتُ لَهُ) بهمزةٍ مفتوحةٍ وفتح الطَّاء، ولأَبَوي ذرٍّ والوقت وابن عساكر: «من طُعْتُ» بإسقاط الهمزة وضمِّ الطَّاء وسكون العين. قال العينيُّ: لأنَّه من «فعَل يفعُل» كنصر ينصر، ولكنَّه أجوفٌ واويٌّ لأنَّه من الطَّوع، يُقال: طاع له وطُعت له، كقال له وقُلت له (٥)، ولمَّا نُقِل «طاع» إلى «باب الاستفعال» صار «استطاع» (٦) على وزن «استفعل» ثمَّ حُذِفت التَّاء للتَّخفيف بعد نقل حركتها إلى الهمزة فصار: «أَسْطاع» بفتح الهمزة وسكون السِّين، وأشار إلى هذه بقوله: (فَلِذَلِكَ فُتِحَ أَسْطَاعَ) أي: فلأجل حذف التَّاء ونقل حركتها إلى الهمزة قيل: أسْطاعَ (يَسْطِيعُ) بفتح الهمزة في الماضي وفتح الياء في المستقبل (وَ) لكن (قَالَ بَعْضُهُمُ: اسْتَطَاعَ يَسْتَطِيعُ) بالمثنَّاة الفوقيَّة فيهما وفتح حرف المضارعة في الثَّاني (٧)، في الفرع


(١) زيد في (د) و (م): «هو».
(٢) في (م): «في سواد».
(٣) «الحافظ»: ليس في (د).
(٤) في «البداية والنهاية» لابن كثير: «بقية اللَّبِن الحديد».
(٥) «له»: ليس في (ص).
(٦) زيد في (م): «بفتح الهمزة»، وهو سبق نظرٍ.
(٧) «في الثَّاني»: ليس في (د)، وزيد في (م): «كما».

<<  <  ج: ص:  >  >>