للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وغيره ممَّا رأيته من (١) الأصول، وقال العينيُّ -كابن حجرٍ كالكِرمانيِّ-: بضمِّه، فمن فتح فمن الثُّلاثيِّ، ومن ضمَّ فمن الرُّباعيِّ (﴿وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا﴾) لثخنه وصلابته. وظاهر هذا: أنَّهم لم يتمكَّنوا من ارتقائه ولا من نقبه، لإحكام بنائه وصلابته وشدَّته، ولا يعارضه حديث أبي هريرة عن رسول الله المرويِّ عند أحمد: «إنَّ يأجوج ومأجوج ليحفرون السَّدَّ (٢) كلَّ يومٍ، حتَّى إذا كادوا يرون شعاع الشَّمس، قال الَّذي عليهم: ارجعوا، فستحفرونه غدًا (٣)، فيعودون إليه فيجدونه كأشدِّ (٤) ما كان، حتَّى إذا بلغت مدَّتهم وأراد الله أن يبعثهم على النَّاس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الَّذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه (٥) غدًا إن شاء الله، ويستثني فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على النَّاس … » الحديث. ورواه ابن ماجه والتِّرمذيُّ وقال: غريبٌ لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه. قال ابن كثيرٍ: وإسناده جيِّدٌ قويٌّ، ولكنَّ متنه في رفعه نكارةٌ لمخالفته الآية. ورواه كعبٌ بنحوه، ولعلَّ أبا هريرة تلقَّاه منه، فإنَّه كثيرًا ما كان يجالسه، فحدَّث به أبو هريرة، فتوهَّم بعض الرُّواة أنَّه مرفوعٌ فرفعه.

(﴿قَالَ هَذَا﴾) السَّدُّ والإقدار (﴿رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي﴾) على عباده (﴿فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي﴾) وقت وعده بخروج يأجوج ومأجوج (﴿جَعَلَهُ﴾) أي: السَّدَّ (﴿دَكَّاء﴾) أي: (أَلْزَقَهُ بِالأَرْضِ) بالزَّاي (وَ) كذلك يُقال: (نَاقَةٌ دَكَّاءُ) بالمدِّ، أي: (لَا سَنَامَ لَهَا) مستوية الظَّهر (وَالدَّكْدَاكُ مِنَ الأَرْضِ مِثْلُهُ) أي: الملزق المستوي بها (حَتَّى صَلُبَ مِنَ الأَرْضِ وَتَلَبَّدَ) ولم يرتفع، وسقط لأبي ذرٍّ وابن عساكر «من الأرض» (﴿وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا﴾) أي: كائنًا لا محالة، وهذا آخر (٦) حكاية قول (٧) ذي القرنين (﴿وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ﴾) أي: بعض يأجوج ومأجوج حين يخرجون من وراء السَّدِّ (﴿يَمُوجُ فِي بَعْضٍ﴾ [الكهف: ٩٦ - ٩٩])


(١) في (م): «في».
(٢) زيد في (م): «في».
(٣) «غدًا»: ليس في (م).
(٤) في (د): «أشدَّ».
(٥) في (د): «فتحفرونه».
(٦) زيد في (د) و (م): «كلام».
(٧) «قول»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>