للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بْنِ جُبَيْرٍ) سقط «ابن جُبيرٍ» لأبي ذرِّ، أنَّه (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَوَّلُ مَا اتَّخَذَ النِّسَاءُ المِنْطَقَ) بكسر الميم وفتح الطَّاء بينهما نونٌ ساكنةٌ، ما تشدُّه المرأة على وَسَطها عند الشُّغل لئلَّا تعثر في ذيلها (مِنْ قِبَلِ) بكسر القاف وفتح الموحَّدة، من جهة (أُمِّ إِسْمَاعِيلَ، اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا) وذلك أنَّ سارة وهبتها للخليل ، فحملت منه بإسماعيل، فلمَّا وضعته غارت، فحلفت لتقطعنَّ منها ثلاثة أعضاءٍ، فاتَّخذت هاجر منطقًا، فشدَّت به وسطها وهربت، وجرَّت ذيلها (لِتُعَفِّيَ) بضمِّ الفوقيَّة وفتح العين المهملة وتشديد الفاء المكسورة، لتُخفيَ (أَثَرَهَا) وتمحوه (عَلَى سَارَةَ) وقال الكِرمانيُّ: معناه: أنَّها تزيَّت بزيِّ الخدم إشعارًا بأنَّها خادمتها، لتستميل خاطرها وتصلح ما فسد، يُقال: عفى على ما كان منه إذا أصلح بعد الفساد. انتهى (١). وقيل: إنَّ الخليل شفع فيها وقال: حلِّلي يمينك بأن تثقبي أذنيها وتخفضيها، فكانت أوَّل من فعل ذلك، وعند الإسماعيليِّ من رواية ابن عُلَيَّة: أوَّل ما اتَّخذت (٢) العرب جرَّ الذُّيول عن أمِّ إسماعيل (ثُمَّ جَاءَ بِهَا) بهاجر (إِبْرَاهِيمُ وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ) على البراق (وَهْيَ تُرْضِعُهُ) الواو للحال (حَتَّى وَضَعَهُمَا) ولأبي ذر عن الكُشْميهَنيّ: «فوضعهما» (عِنْدَ) موضع (البَيْتِ) الحرام قبل أن يبنيه (عِنْدَ دَوْحَةٍ) بدالٍ وحاءٍ مفتوحتين مهملتين (٣) بينهما واوٌ ساكنةٌ، شجرةٍ عظيمةٍ (فَوْقَ زَمْزَمَ) ولأبي ذَرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «فوق الزَّمزم» (فِي أَعْلَى) مكان (المَسْجِدِ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ) ولا بناءٌ (وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ، فَوَضَعَهُمَا هُنَالِكَ، وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا) -بكسر الجيم- من جلدٍ (فِيهِ تَمْرٌ، وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ) بكسر السِّين، قربةً صغيرةً (ثُمَّ قَفَّى إِبْرَاهِيمُ) بفتح القاف والفاء المشدَّدة، ولَّى راجعًا حال كونه (مُنْطَلِقًا) إلى أهله بالشَّام، وترك إسماعيل وأمَّه عند موضع البيت (فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ) له: (يَا إِبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا) ولأبي ذرٍّ: «في هذا» (الوَادِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ) بكسر الهمزة، ضدُّ الجنِّ، ولأبي ذرٍّ وابن عساكر: «أنيسٌ» (وَلَا شَيْءٌ؟ فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا. وَجَعَلَ) إبراهيم (لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: آللهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟) بمدِّ همزة «الله»، وسقط لأبي ذرٍّ «الَّذي» (قَالَ) إبراهيم: (نَعَمْ) وفي رواية عمر بن شبَّة في «كتاب


(١) «انتهى»: ليس في (ب).
(٢) في (د): «أخذت».
(٣) «مهملتين»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>