للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المبينة فنطق بها، قال: ويشهد لهذا ما حكى ابن هشامٍ عن الشَّرْقيِّ بن قطاميٍّ: أنَّ عربيَّة إسماعيل كانت أفصح من عربيَّة يعرب بن قحطان وبقايا حِمْير وجُرْهُم (وَأَنْفَسَهُمْ) بفتح الفاء والسِّين، عطفٌ على «تعلَّم» أي: رغَّبهم فيه وفي مصاهرته. يُقال: أنفسني فلانٌ في كذا، أي: رغَّبني فيه، وقال في «المصابيح»: أي (١): صار نفيسًا فيهم رفيعًا يُتنافَس في الوصول إليه، ويرغبون فيه وفي مصاهرته (٢). وقوله في «الفتح»: «وأنفسَهم، بفتح الفاء بلفظ «أفعل» التَّفضيل، من النَّفاسة»، تعقَّبه في «العمدة» فقال: إنَّه غلطٌ، وليس هو إلَّا فعلًا ماضيًا من الإنفاس، والفاعل فيه «إسماعيل» (وَأَعْجَبَهُمْ حِينَ شَبَّ، فَلَمَّا أَدْرَكَ) الحلم (زَوَّجُوهُ امْرَأَةً مِنْهُمْ) اسمها عمارة بنت سعد بن أسامة فيما قاله ابن إسحاق، أو هي الجداء بنت سعدٍ فيما قاله السُّهيليُّ والمسعوديُّ، أو حيي (٣) بنت أسعد (٤) بن عملق فيما قاله عمر بن شبَّة (وَمَاتَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ) قيل: ولها من العمر تسعون سنةً، ودفنها بالحِجْر (فَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ) (بَعْدَمَا تَزَوَّجَ إِسْمَاعِيلُ يُطَالِعُ تَرِكَتَهُ) بكسر الرَّاء، أي: يتفقَّد حال ما تركه هناك، واستدلَّ بعضهم بهذا على أنَّ الذَّبيح إسحاق، محتجًّا بأنَّ إبراهيم ترك إسماعيل رضيعًا وعاد إليه وقد تزوَّج، لأنَّ الذَّبح كان في الصغر في حياة أمِّه قبل تزوُّجه، فلو كان إسماعيل الذَّبيح، لذكره بين زمان الرِّضاع والتَّزويج. وأُجيب بأنَّه ليس في الحديث نفي (٥) مجيئه بين الزَّمانين، وفي حديث أبي جهمٍ: «أنَّ إبراهيم كان يزور هاجر كلَّ شهرٍ على البراق، يغدو غدوة فيأتي مكَّة، ثمَّ يرجع فيقيل في منزله بالشَّام (٦)» (فَلَمْ يَجِدْ إِسْمَاعِيلَ، فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عَنْهُ فَقَالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا) أي: يطلب لنا الرِّزق (ثُمَّ سَأَلَهَا عَنْ


(١) في (م): «أن».
(٢) «ويرغبون فيه وفي مصاهرته»: مثبتٌ من (س) و (ص).
(٣) في (د) و (م): «هي».
(٤) في (م): «سعد».
(٥) في (د): «ما ينفي».
(٦) في (د): «في الشَّام».

<<  <  ج: ص:  >  >>