للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا الطَّائِرَ لَيَدُورُ عَلَى مَاءٍ، لَعَهْدُنَا) بلامٍ مفتوحةٍ للتَّأكيد (بِهَذَا الوَادِي) ظرفٌ مستقرٌّ لا لغوٌ (وَمَا فِيهِ مَاءٌ) الواو للحال (فَأَرْسَلُوا جَرِيًّا) بجيمٍ مفتوحةٍ وراءٍ مكسورةٍ فتحتيَّةٍ مشدَّدةٍ، رسولًا واحدًا، لينظر هل هناك ماءٌ أم لا؟ (أَوْ جَرِيَّيْنِ) رسولين اثنين، وسُمِّي الرَّسول جَرِيًّا، لأنَّه يجري مجرى مرسله، أو يجري مسرعًا في حاجته، والشَّكُّ من الرَّاوي (فَإِذَا هُمْ) الجَرِيُّ أو الجَرِيَّان ومن تبعهما (بِالمَاءِ، فَرَجَعُوا) إلى جُرْهُمَ (فَأَخْبَرُوهُمْ بِالمَاءِ، فَأَقْبَلُوا) إلى جهة الماء (قَالَ: وَأُمُّ إِسْمَاعِيلَ) كائنةٌ (عِنْدَ المَاءِ، فَقَالُوا) لها: (أَتَأْذَنِينَ لَنَا أَنْ نَنْزِلَ عِنْدَكِ؟ فَقَالَتْ) ولأبي ذرٍّ: «قالت»: (نَعَمْ) أذنتُ لكم في النُّزول (وَلَكِنْ لَا حَقَّ لَكُمْ فِي المَاءِ. فقَالُوا (١): نَعَمْ) لا حقَّ لنا فيه.

(قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) بالسَّند السَّابق: (قَالَ النَّبِيُّ : فَأَلْفَى) بهمزةٍ مفتوحةٍ وسكون اللَّام وفتح الفاء، أي: وجد (ذَلِكَ) الحيُّ الجرهميُّ (أُمَّ إِسْمَاعِيلَ) بنصب «أمٍّ» مفعول «ألفى (٢)» كما قرَّره في «الكواكب». وقال في العمدة: فاعلُ «فألفى» قولُه: «ذلك»، و «أمَّ إسماعيل» مفعوله، و «ذلك» إشارةٌ إلى استئذان جُرْهُمَ، والمعنى: فأتى (٣) استئذان جُرْهُمَ بالنُّزول أمَّ إسماعيل (وَهْيَ) أي: والحال أنَّها (تُحِبُّ الأُنْسَ) بضمِّ الهمزة، ضدُّ الوحشة، ويجوز كسرها، وهو الَّذي في الفرع كأصله، أي: تحبُّ جنسها (فَنَزَلُوا) عندها (وَأَرْسَلُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ، فَنَزَلُوا مَعَهُمْ) بمكَّة (حَتَّى إِذَا كَانَ بِهَا أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِنْهُمْ، وَشَبَّ الغُلَامُ) إسماعيل بين وِلدان جُرْهُمَ (وَتَعَلَّمَ العَرَبِيَّةَ مِنْهُمْ) ظاهره يعارض (٤) حديث ابن عبَّاسٍ المرويِّ في «مُستدرَك الحاكم»: «أوَّل من نطق بالعربيَّة إسماعيل» وأُجيبَ بأنَّ المعنى: أوَّل من تكلَّم بالعربيَّة من ولد إبراهيم إسماعيلُ، وروى الزُّبير بن بكَّارٍ في «النَّسب» من حديث عليٍّ بإسناد حسنٍ: «أوَّل من فتق الله لسانه بالعربيَّة المبينة إسماعيل» قال في «الفتح»: وبهذا القيد يُجمَع بين الخبرين، فتكون أوَّليته في ذلك بحسب الزِّيادة في البيان، لا الأوَّلية المطلقة، فيكون بعد تعلُّمه أصل العربيَّة من جُرْهُمَ ألهمه الله العربيَّة الفصيحة


(١) في (د): «قالوا».
(٢) في (ب): «ألفى».
(٣) في الأصول الخطية: «الحيِّ» وهو وهم، والتصويب من (ب).
(٤) في (د): «معارض».

<<  <  ج: ص:  >  >>