للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأسديِّ أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ) يخطب (وَذَكَرَ) قصَّة قُدَار (الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ) ناقة صالحٍ، وذلك أنَّ ثمود بعد عادٍ عمَّروا بلادهم، وخلفوهم وكثروا، وعمَّروا أعمارًا طوالًا لا تفي بها الأبنية، فنحتوا البيوت من الجبال، وكانوا في خصبٍ وسعَةٍ، فعَتوا وأفسدوا في الأرض وعبدوا الأصنام، فبعث الله إليهم صالحًا من أشرافهم، فأنذرهم فسألوه آيةً. فقال: أيَّة (١) آيةٍ تريدون؟ قالوا: اخرج معنا إلى عيدنا فتدعو إلهك وندعو آلهتنا، فمن استجيب له اتُّبِع، فخرج معهم فدعوا أصنامهم فلم تُجِبهم، ثمَّ أشار سيِّدُهم جُنْدُعُ بن عمْرٍو إلى صخرٍة منفردةٍ، وقال له: أخرج من هذه الصَّخرة ناقةً سوداء حالكةً ذات عرفٍ وناصيةٍ ووبرٍ، وقيل: قال: ناقةً ذات ألوانٍ، من أحمرَ ناصعٍ وأصفرَ فاقعٍ، وأسودَ حالكٍ، وأبيضَ يَقَِقٍ، نظرها كالبرق الخاطف، رغاؤها كالرَّعد القاصف، طولها مئة ذراعٍ وعرضها كذلك، ذات ضروعٍ أربعة، نحلب منها ماءً وعسلًا ولبنًا وخمرًا، لها تبيعٌ على صفتها، حنينها بتوحيد إلهك والإقرار بنبوَّتك، فإن فَعَلَتْ صدَّقناك، فأخذ عليهم صالحٌ مواثيقهم لئن فعلت ذلك لتؤمنَّن به (٢)؟ فقالوا: نعم، فصلَّى ودعا ربَّه فتمخَّضت الصَّخرة تمخُّض النَّتوج بولدها، فانصدعت عن ناقةٍ كما وصفوا وهم (٣) ينظرون، ثمَّ نتجت ولدًا مثلها في العِظَم، فآمن به جُنْدُع في جماعةٍ، ومَنَعَ الباقين من الإيمان دؤاب بن عمرٍو، والحُبَاب صاحب أوثانهم، ورباب ابن كاهنهم، فمكثت النَّاقة مع ولدها ترعى الشَّجر وتَرِدُ الماء غبًّا، فما ترفع رأسها من البئر حتَّى تشرب كلَّ ما فيها، ثمَّ (٤) تتفحَّج فيحلبون ما شاؤوا حتَّى تمتلئ أوانيهم فيشربون ويدَّخرون، وكانت (٥)


(١) في (د): «أي».
(٢) في (د): «بي».
(٣) في (ل): «فهم».
(٤) في (م): «حتَّى».
(٥) في غير (د): «وكان».

<<  <  ج: ص:  >  >>