للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تصيف بظهر الوادي فتهرب منها أنعامهم إلى بطنه، وتشتو ببطنه فتهرب مواشيهم إلى ظهره، فشقَّ ذلك عليهم، فأجمعوا على عقرها (فَقَالَ) : (فانْتَدَبَ لَهَا) كذا في الفرع بالفاء فيهما، وفي «اليونينيَّة» قال: «انتدب لها» بغير فاءٍ فيهما، أي: أجاب إلى عقرها لمَّا دُعِي له (رَجُلٌ) منهم (ذُو عِزٍّ وَمَنَْعَةٍ) بفتح الميم والنُّون وتسكَّن، قوَّة (فِي قُوَّةٍ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي: «في قومه» بدل قوله: «في قوَّةٍ» (كَأَبِي زَمَْعَةَ) الأسود بن المطلب بن أسد (١) بن عبد العزَّى، وهو جدُّ عبد الله بن زمعة بن الأسود راوي الحديث، ومات الأسود كافرًا، وكان ذا عزَّةٍ ومنعةٍ في قومه، كعاقر النَّاقة، وكان عاقر النَّاقة -فيما قاله السُّهيليُّ- ولد زنى، أحمر أشقر أزرق قصيرًا، يُضرَب به المثل في الشُّؤم، فعقرها واقتسموا لحمها، فرقي سَقَبُها (٢) جبلًا فرغا ثلاثًا، فقال صالحٌ لهم: أدرِكوا الفصيل عسى أن يُرفَع عنكم العذاب، فلم يقدروا عليه؛ إذ انفجَّت (٣) الصَّخرة بعد رغائه فدخلها، فقال لهم صالحُ: تصبح وجوهكم غدًا مصفَّرةً، وبعد غدٍ محمرَّةً، واليوم الثَّالث مسوَّدةً، ثمَّ يصبِّحكم العذاب، فلمَّا رأوا العلامات طلبوا أن يقتلوه فأنجاه الله تعالى إلى أرض فلسطين، ولمَّا كانت ضحوة اليوم الرَّابع تحنَّطوا وتكفَّنوا بالأنطاع، فأتتهم صيحةٌ من السَّماء، فتقطَّعت قلوبهم، فهلكوا.

وحديث الباب أخرجه أيضًا في «التَّفسير» [خ¦٤٩٤٢] و «الأدب» [خ¦٦٠٤٢] و «النِّكاح» [خ¦٥٢٠٤]، ومسلم في «صفة النَّار»، والترمذيُّ في «التفسير»، وكذا النَّسائيُّ، وابن ماجه في «النكاح».


(١) في (د): «الأسود»، وهو تحريفٌ.
(٢) في (د): «سقيها» ولعلَّه تصحيفٌ.
(٣) في (د) و (م): «إذ انفتحت».

<<  <  ج: ص:  >  >>