للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَى طَرَفِ الحَافِرِ) وهذا وصله الفريابيُّ، لكن قال: «يديه ورجليه (١)»، وصوّب القاضي عياضٌ (٢) ما عند الفريابيِّ، وقال في «الأنوار»: الصَّافن من الخيل الَّذي يقوم على طرف سُنْبُك يدٍ أو رجلٍ، وهو من الصِّفات المحمودة في الخيل، ولا يكاد يكون إلَّا في العِرَاب الخُلَّص، وقال الزَّجَّاج: هو الَّذي يقف على إحدى يديه ويقف على طرف سنبكه، وقد يفعل ذلك بإحدى رجليه، قال: وهي علامة الفراهة (﴿الْجِيَادُ﴾ [ص: ٣١ - ٣٤]) قال مجاهدٌ فيما وصله الفريابيُّ: (السِّرَاعُ) في جريها.

(﴿جَسَدًا﴾) في قوله: ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا﴾ [ص: ٣٤] أي: (شَيْطَانًا) قيل: إنَّ سليمان غزا صيدون من الجزائر فقتل ملكها، وأصاب ابنته جرادة فأحبَّها، وكان لا يرقأ دمعها حزنًا على أبيها، فأمر الشَّياطين فمثَّلوا لها صورته، وكان اتِّخاذ التَّماثيل جائزًا حينئذٍ، فكانت تغدو إليها وتروح مع ولائدها يسجدن لها كعادتهنَّ في ملكه، فأخبره آصف بسجودهنَّ، فكسر الصُّورة وضرب المرأة، وخرج إلى الفلاة باكيًا متضرِّعًا، وكانت له أمُّ ولدٍ تُسمَّى أمينة، إذا دخل للطَّهارة أعطاها خاتمه، وكان ملكه فيه، فأعطاها يومًا فتمثَّل لها بصورته شيطانٌ اسمه صخرٌ، وأخذ الخاتم فتختَّم به، وجلس على كرسيِّه، فاجتمع عليه (٣) الخلق ونفذ حكمه في كلِّ شيءٍ إلَّا في نسائه، وغيَّر سليمان عن هيئته فأتاها يطلب الخاتم فطردته، فعرف أنَّ الخطيئة قد أدركته، فكان يدور على البيوت يتكفَّف حتَّى مضى أربعون يومًا عدد ما عُبِدت الصُّورة في بيته، فطار الشَّيطان وقذف الخاتم في البحر فابتلعته سمكةٌ، فوقعت في يده، فبقر بطنها، فوجد الخاتم فتختَّم به، وخرَّ ساجدًا لله تعالى وعاد إليه (٤) ملكه، والخطيئة تغافله عن حال (٥) أهله، والسُّجود للصُّورة بغير علمه لا يضرُّه. وعن مجاهدٍ فيما


(١) في (د) و (م): «مع رجليه».
(٢) «عياضٌ»: ليس في (د).
(٣) في (د): «إليه».
(٤) في (د): «إلى».
(٥) «حال»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>