للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَجُلًا يَأْمُرُ بِالخَيْرِ وَيَنْهَى عَنِ الشَّرِّ) ولمسلمٍ: «رأيتُه يأمرُ بمكارم الأخلاق وكلامًا ما هو بالشعر» قال أبو ذرٍّ: (فَقُلْتُ لَهُ: لَمْ تَشْفِنِي مِنَ الخَبَرِ) أي: لم تجئْ بجوابٍ يشفيني مِن مرضِ الجهلِ (فَأَخَذْتُ) بقَصْرِ الهمزةِ وتاء المتكلِّمِ، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «فآخُذ» بمدِّ الهمزة وضمِّ الخاء من غير تاءٍ (جِرَابًا) بكسر الجيم (وَعَصًا) ولمسلمٍ: أنَّه تزوَّد وحمل شَنَّةً له فيها ماءٌ، قال: (ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ فَجَعَلْتُ لَا أَعْرِفُهُ) بفتح الهمزة وسكون العين وكسر الراء (وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُ) قُريشًا فيؤذوني (وأَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ) وعند مسلمٍ من حديث عبد الله بن الصامتِ: «وما كان لي طعامٌ إلَّا ماءُ زَمْزَمَ، فسَمِنْتُ حتى تكسَّرَتْ عُكَنُ بطني، وما وجدتُ على كبدي سَخْفَةَ جوعٍ» أي: رِقَّةَ الجوع وضَعْفَه وهُزَالَه؛ فإنَّه لكثرةِ سِمَنِهِ انثنتْ عُكَنُ بطنِه (وَأَكُونُ فِي المَسْجِدِ) الحَرَامِ (قَالَ: فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ) هو ابنُ أبي طالبٍ (فَقَالَ) لي: (كَأَنَّ الرَّجُلَ غَرِيبٌ؟ قَالَ) أبو ذرٍّ: (قُلْتُ) له: (نَعَمْ) غريبٌ (قَالَ: فَانْطَلِقْ) معي (إِلَى المَنْزِلِ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ وَلَا أُخْبِرُهُ) عن شيءٍ (فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَى المَسْجِدِ لِأَسْأَلَ عَنْهُ) (وَلَيْسَ أَحَدٌ يُخْبِرُنِي عَنْهُ بِشَيْءٍ، قَالَ: فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ) (فَقَالَ: أَمَا نَالَ) بنون فألفٍ فلام (١)، أي: أَمَا آنَ (لِلرَّجُلِ يَعْرِفُ (٢) مَنْزِلَهُ بَعْدُ) أي: أَمَا جاء الوقتُ الذي يعرفُ الرجلُ فيه منزلَه بأنْ يكونَ له منزلٌ معيَّنٌ يسكنُه (٣)، أوأراد دعوتَه إلى بيتهِ للضيافةِ، وتكونُ إضافةُ المنزل إليه بملابسةِ إضافتِه له فيه، أوأراد إرشادَه إلى ما قَدِمَ إليه وقَصَدَه، أي: أَمَا جاء وقتُ إظهارِ المقصود مِنَ الاجتماعِ بالنبيِّ ، والدخولِ في منزلِه (قَالَ) أبو ذرٍّ: (قُلْتُ) له: (لَا) أي: لا أقصدُ التوطُّنَ ثَمَّ، أو لا أَرَبَ لي في الضيافة والمبيتِ بمنزلِكَ، بل أَهَمُّ من ذلك وهو التفتيشُ على المقصودِ، أو لا أسألُ قُريشًا عنه ظاهرًا خوفَ الأذيَّةِ (قَالَ) عليٌّ: (انْطَلِقْ) ولأبي ذرٍّ: «فانطلِق» (مَعِي، قَالَ): فانطلقتُ معه (فَقَالَ) لي: (مَا أَمْرُكَ؟) بسكون الميم (وَمَا أَقْدَمَكَ هَذِهِ البَلْدَةَ؟ قَالَ) أبو ذرٍّ: (قُلْتُ (٤) لَهُ: إِنْ كَتَمْتَ عَلَيَّ أَخْبَرْتُكَ) بذلك، ولمسلمٍ كالمؤلِّف في «باب (٥) إسلام أبي ذرٍّ » [خ¦٣٨٦١]: «إنْ أعطيتَني عهدًا وميثاقًا لتُرشدَني فعلتُ» (قَالَ: فَإِنِّي أَفْعَلُ) ما ذكرتَه (قَالَ: قُلْتُ لَهُ: بَلَغَنَا أَنَّهُ


(١) «فلام»: مثبت من (د).
(٢) في (د): «أن يعرفَ».
(٣) في (د): «ليسكنه».
(٤) في (م): «فقلت».
(٥) «باب»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>