للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كلُّه إلَّا في قوله: «لبث» وسببه اختلاف (١) تعلُّق أسبابِ اللُّبْثِ، وحينئذٍ فيكون المعنى: وأنَّ أبا بكرٍ تعشَّى عند النبيِّ ، ثمَّ لَبِثَ عندَه حتى صلَّى العشاء، ثمَّ ركع النافلةَ التي بعدَها، فلبِثَ حتى أخذَ النبيَّ النُّعاسُ وقام لينام، فرجع أبو بكرٍ حينئذٍ إلى بيته، فجاء بعدَما مضى من الليل ما شاء الله (قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ) أمُّ رُومان: (مَا حَبَسَكَ عَنْ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «من» (أَضْيَافِكَ) الثلاثة (أَوْ) قالت: (ضَيْفِكَ؟) بالإفراد، اسمُ جنسٍ يُطلق على القليل والكثير، والشكُّ من الراوي (قَالَ) أبو بكرٍ لزوجتِه: (أَوَعَشَّيْتِهِمْ؟) بهمزة الاستفهام وحذف الياء المتولِّدة من المثنَّاة الفوقيَّة، ولأبي ذرٍِّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: «أوَما عشيتهم» بزيادة «ما» (قَالَتْ: أَبَوْا) (٢) بفتح الهمزة والموحَّدة وسكون الواو، امتنعوا من الأكل (حَتَّى تَجِيءَ، قَدْ عَرَضُوا) أي: الخَدَم (عَلَيْهِمْ) أي: العَشاء فأبَوا، فعالجوهم (فَغَلَبُوهُمْ) ولم يأكلوا حتى تحضُرَ وتأكلَ معهم، قال عبدُ الرحمن: (فَذَهَبْتُ فَاخْتَبَأْتُ) أي: فاختفيتُ خوفًا منه (فَقَالَ) لي: (يَا غُنْثَرُ) بضمِّ الغين المعجمة وفتح المثلَّثة بينهما نونٌ ساكنة آخره راء، أي: يا جاهلُ أو يا ثقيلُ أو يا لئيمُ (فَجَدَّعَ) بالجيم والدال والعين المهملتين المفتوحتين، دعا عليَّ بالجَدْعِ، وهو قطعُ الأنف أو (٣) الأُذُن أو الشَّفَة (وَسَبَّ) شتم، أي: ظنًّا منه أنَّه فرط في حقِّ الأضياف (وَقَالَ) للأضياف: (كُلُوا) زاد في «الصلاة» [خ¦٦٠٢]: «لا هنيئًا» قاله تأديبًا لهم لِمَا ظهر له أنَّ التأخير منهم، أو هو خبرٌ، والمعنى: أنَّكم لم تتهنؤوا بالطعام في وقته (وَقَالَ) أبو بكرٍ: (لَا أَطْعَمُهُ أَبَدًا) وفي رواية الجريري [خ¦٦١٤٠]: «فقال: إنَّما انتظرتموني والله لا أطعمُه أبدًا، فقال الآخرون: لا نطعمه أبدًا حتى تطعمه» ولأبي داود من هذا الوجه: «هاتِ طعامك، فوضع فقال: بسم الله» (قَالَ) عبد الرحمن: (وَايْمُ اللهِ) بهمزة وصلٍ، ويجوزُ قطعُها، مبتدأٌ خبرُه محذوفٌ، أي: قسمي (مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنَ اللُّقْمَةِ) في «الصلاة» [خ¦٦٠٢] «لقمةٍ»، بحذف «أل» (إِلَّا


(١) «اختلاف»: مثبت من (د).
(٢) في (م): «فقالت أبو».
(٣) في (م): «و».

<<  <  ج: ص:  >  >>