للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَبَا) زاد في (١) الطعام (مِنْ أَسْفَلِهَا) من أسفل اللقمة (أَكْثَرُ مِنْهَا حَتَّى شَبِعُوا) بكسر الموحَّدة (وَصَارَتْ) أي: الأطعمة أو الجفنةُ (أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلُ، فَنَظَرَ أَبُو بَكْرٍ) أي: «إليها» كما في «الصلاة» [خ¦٦٠٢] (فَإِذَا شَيْءٌ) قدرُ الذي كان (أَو أَكْثَرُ، قَالَ) أي: أبو بكرٍ، ولأبي ذرٍّ: «فقال» (لاِمْرَأَتِهِ) أمِّ رُومان: (يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ) بكسر الفاء وتخفيف الراء وبعد الألف سين مهملة، وهو ابن غَنْم بن مالك بن كِنانة، وأمُّ رومان من ذُرِّيَّةِ الحارث بن غَنْم، وهو أخو فراس بن غَنْم، فالظاهرُ أنّ أبا بكرٍ نسبَها إلى بني فِراس، لكونهم أشهرُ مِن بني الحارث، والمعنى: يا أخت القوم المنتسبين إلى بني فِراس، وفي «الصلاة» [خ¦٦٠٢] «ما هذا؟» وهو استفهامٌ عن الزيادة الحاصلة في ذلك الطعام (قَالَتْ: لَا وَقُرَّةِ عَيْنِي) تعني (٢): النبيَّ ، و «لا» زائدةٌ أو نافيةٌ على حذفٍ تقديرُه: لا شيءَ غيرُ ما أقولُ، وقال الكِرمانيُّ: «ما هذه الحالة؟ فقالت: لا أعلم» (لَهْيَ) الأطعمةُ أو (٣) الجفنةُ (الآنَ أَكْثَرُ مِمَّا قَبْلُ بِثَلَاثِ مَرَّاتٍ) ولأبي ذرٍّ: «مِرار» وهذا النُّمُوُّ آيةٌ مِن آياتِه ظهرتْ (٤) على يدِ الصديقِ كرامةً له، وإنَّما حلفتْ أمُّ رومان لِمَا وقعَ عندَها من السرور بذلك (فَأَكَلَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ الشَّيْطَانُ) الحامل لي على ذلك (يَعْنِي: يَمِينَهُ) التي حلفها حيثُ قال: «والله لا أطعمه» ولمسلمٍ (٥): «إنَّما كان ذلك من الشيطان، يعني: يمينه» والحاصلُ كما في «الفتح»: أنَّ اللهَ أكرمَ أبا بكرٍ، فأزال ما حصل له من الحَرَج، فعاد مسرورًا، وانقلب الشيطانُ مدحورًا (ثُمَّ أَكَلَ مِنْهَا لُقْمَةً) ليُرغِمَ الشيطانَ بالحِنْثِ الذي هو خيرٌ، وإكرامًا لضيفانهِ، وليحصل مقصودُه مِن أكلهم ولكونه أكثرَ قدرةً منهم على الكفَّارة (ثُمَّ حَمَلَهَا إِلَى النَّبِيِّ فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ) (وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ) أي: عهدُ مُهادَنَةٍ (فَمَضَى الأَجَلُ) فجاؤُوا إلى المدينة (فَعَرَّفْنَا) بالعين المهملة وتشديد


(١) «في»: ليس في (د).
(٢) «تعني»: مثبت من (س) و (ص).
(٣) في (م): «و».
(٤) في (د) و (م): «أظهرت».
(٥) وهذا لفظ البخاري أيضًا (٦٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>