للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ) ذكر (١) الواقدي أنَّ عدد من كان معه من قومه (٢) سبعةَ عشرَ نفسًا، فيُحمَلُ على تعدُّدِ القُدُوم (فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ ) تألُّفًا له ولقومه رجاء إسلامهم، وليبلغه ما أُنزل إليه (وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ) بفتح المعجمة والميم المشدَّدة وبعد الألف سين مهملة، خطيبُه (وَفِي يَدِ رَسُولِ اللهِ قِطْعَةُ جَرِيدٍ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ) بكسر اللَّام (فِي أَصْحَابِهِ فَقَالَ) له: (لَو سَأَلْتَنِي هَذِهِ القِطْعَةَ) مِنَ الجريدةِ (مَا أَعْطَيْتُكَهَا، وَلَنْ تَعْدُوَ) بالعين المهملة، أي: لن تجاوز (أَمْرَ اللهِ) حُكْمَه (فِيكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ) عن طاعتي (لَيَعْقِرَنَّكَ اللهُ) بالقاف، ليقتُلنَّك (وَإِنِّي لَأَرَاكَ) بفتح همزة «لَأَرَاكَ»، وفي بعضِها: بضمِّها، أي (٣): لأَظُنُّكَ (الَّذِي أُرِيتُ) بضمِّ الهمزة وكسر الراء في منامي (فِيكَ مَا رَأَيْتُ).

قال ابن عبَّاس بالسند السابق: (فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ) عن تفسير المنام المذكور (أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: بَيْنَمَا) بالميم (أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ) بالتثنية (سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ) صفةٌ لهما، ويجوزُ أن تكونَ «مِن» الداخلة على التمييز، وفي «التوضيح» كما نقله العينيُّ: أنَّ السوار لا يكون إلَّا من ذهب، فذُكِرَ الذهبُ للتأكيد، فإن كان مِن فضةٍ، فهو قُلْبٌ، كذا قال، وتبعه في «المصابيح» وعبارته: و «من ذهب» صفةٌ كاشفة، لأنَّ السوار لا يكون إلَّا مِن ذهبٍ … إلى آخره، وقال في «الفتح»: «مِن» لبيان الجنس، كقوله تعالى: ﴿وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ﴾ [الإنسان: ٢١] وَوَهِمَ مَن قال: الأساور لا تكون إلَّا مِن ذهبٍ … إلى آخره، (فَأَهَمَّنِي) فأحزنني (شَأْنُهُمَا) لكون الذهب من حلية النساء، وممَّا حُرِّم على الرجال (فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي المَنَامِ) على لسان الملَك أو وحيَ إلهامٍ (أَنِ انْفُخْهُمَا) بهمزة وصلٍ وكسر النون للتأكيد وبالجزم (٤) على الأمر، وقال الطِّيبيُّ: ويجوز (٥) أن (٦)


(١) في (ب) و (س): «وذكر».
(٢) زيد في (د) و (س): «من قومه».
(٣) «أي»: ليس في (د).
(٤) في (ص) و (م): «أي: بالجزم».
(٥) في (ب): «يجوز».
(٦) زيد في (س): «أنْ»، وفي (ب): «في أن أن».

<<  <  ج: ص:  >  >>