للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فجيم مفتوحات (يَبْكُونَ) قال الجوهريُّ: نشج الباكي: إذا غَصَّ بالبكاء في حلقه مِن غير انتحاب، أو هو بكاءٌ معه صوت.

(قَالَ: وَاجْتَمَعَتِ الأَنْصَارُ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ) الأنصاريِّ الساعديِّ، وكان نقيب بني ساعدة لأجل الخلافة (فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ) موضعٌ مسقَّف كالساباط يجتمع إليه الأنصار (فَقَالُوا) أي: الأنصار للمهاجرين: (مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ) قالوا ذلك على عادة العرب الجارية بينهم ألَّا يسود القبيلة إلَّا رجلٌ منهم (فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ) الصديق (وَعُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ) عامر (ابْنُ الجَرَّاحِ) (فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَأَسْكَتَهُ) بالفوقية (أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: وَاللهِ مَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ إِلَّا أَنِّي قَدْ هَيَّأْتُ كَلَامًا قَدْ أَعْجَبَنِي (١) خَشِيتُ) أي: خفت (أَنْ لَا يَبْلُغَهُ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ، فَتَكَلَّمَ) حالَ كونهِ (أَبْلَغَُ النَّاسِ) ويجوزُ رفعُ «أبلغ» خبر مبتدأٍ محذوفٍ، أي: فتكلم أبو بكر وهو أبلغُ الناس، وفي «باب رجم الحبلى من الزنا» [خ¦٦٨٣٠] من حديث ابن عبَّاس: عن عمر أنَّه قال: «قد كان مِن خبرنا حين توفَّى الله نبيَّه أنَّ الأنصار خالفونا، واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة، وخالف عنا (٢) علي والزبير ومن معهما، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر ، فقلت لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار، فانطلقنا نريدهم … » الحديث، إلى أن قال: «فلمَّا جلسنا خطب خطيبُهم، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أمَّا بعد؛ فنحن أنصارُ الله وكتيبةُ الإسلام، وأنتم معشر المهاجرين رَهْطٌ، وقد دَفَّت دافَّةٌ مِن قومكم، فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا، وأن يحضنونا من الأمر، فلمَّا سكت قال عمر: أردتُ أن أتكلَّم وكنت زوَّرتُ مقالةً أعجبتني أُريدُ أن أقدِّمها بين يدي أبي بكر، وكنت أُداري منه بعض الحَدِّ (٣)، فلمَّا أردت أن أتكلَّم؛ قال أبو بكر: على رِسْلِك، فكرهتُ أن أُغضِبَه، فتكلَّم أبو بكر، فكان هو


(١) زيد في (م): «لكن».
(٢) في (ب): «غالب الناس» وهو خطأ.
(٣) في (د): «الحدة»، وفي (ب) و (س): «الحديث»، والمثبت من (ص).

<<  <  ج: ص:  >  >>