للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحلمَ منِّي وأوقر، والله ما تركَ مِن كلمةٍ أعجبتني في تزويري إلَّا قال في بديهته مثلَها أو أفضلَ منها» (فَقَالَ فِي) جملةِ (كَلَامِهِ: نَحْنُ) أي: قريشٌ (الأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الوُزَرَاءُ) المستشارون في الأمور، فالخلافة (١) لا تكون إلَّا في قريٍش (فَقَالَ حُبَابُ بْنُ المُنْذِرِ) بضمِّ الحاء المهملة وفتح الموحَّدة الأولى مخففة، و «المنذر» بلفظ الفاعل من الإنذار، الأنصاري: (لَا وَاللهِ لَا نَفْعَلُ) ذلك (مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ) وزاد ابن سعد من رواية يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمَّد: «فإنا والله ما ننفس عليكم هذا الأمر، ولكنا نخاف أن يليه أقوام قتلنا آباءهم وإخوانهم» (فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَا وَلَكِنَّا الأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الوُزَرَاءُ، هُمْ) أي: قريشٌ (أَوْسَطُ العَرَبِ دَارًا) مكَّة، أي: هم (٢) أشرفُ قبيلةٍ (وَأَعْرَبُهُمْ أَحْسَابًا) بالموحَّدة في «أعربهم»، و «أحسابًا»: بفتح الهمزة وبالموحَّدة جمع حسب، أي: أشبه شمائل وأفعالًا بالعرب، والحسب: الفِعال الحِسان مأخوذ مِنَ الحساب إذا عدُّوا مناقبَهم، فمَن كان أكثرَ كان أعظمَ حَسَبًا، ويقال: النسبُ للآباء والحسَبُ للأفعال (فَبَايِعُوا) بكسر التحتية بلفظ الأمر (عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ أَو أَبَا عُبَيْدَةَ ابْنَ الجَرَّاحِ) ثبت: «ابن الجراح» لأبي ذرٍّ (فَقَالَ عُمَرُ) : (بَلْ نُبَايِعُكَ أَنْتَ فَأَنْتَ سَيِّدُنَا وَخَيْرُنَا وَأَحَبُّنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ ، فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ) أي: بيد أبي بكر (فَبَايَعَهُ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ) المهاجرونَ وكذا الأنصارُ حين قامتْ عليهم الحجَّةُ بثبوتِ قولِه : «الخلافةُ في قُريشٍ» عندَهم (فَقَالَ قَائِلٌ) مِن الأنصار: (قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ) أي: كِدتم تقتلونه، أو هو كنايةٌ عن الإعراض والخذلان (فَقَالَ عُمَرُ: قَتَلَهُ اللهُ) دعاء عليه؛ لعدم نُصرته للحق وتخلُّفهِ -فيما قيل- عن بيعة أبي بكر وامتناعه منها، وتوجَّه إلى الشام، فمات بها في ولاية عمر بحوران سنة أربع عشرة أو خمس عشرة، وقيل: إنَّه وُجِدَ ميتًا في مغتسله وقد اخضرَّ جسده، ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلًا يقول ولا يرون (٣) شخصه:

قد قتلنا سيِّد الخز … رجِ سعدَ بنَ عبادة


(١) في (ب) و (س): «والخلافة».
(٢) «هم»: ليس في (د).
(٣) في (د): «ولم يروا».

<<  <  ج: ص:  >  >>