للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأبو بكرٍ، فالنَّظرُ موجَّهٌ. انتهى. وقال عياضٌ: أو تكون «صَحِبْتَ» (١) زائدة، وللمروزيِّ والجرجانيِّ كما في هامش الفرع و «اليونينيَّة»: «ثمَّ صَحِبْتَهُم» أي: المسلمين، وهي التي بدأ بها في «الفتح»، وعزا الرِّواية الأولى لرواية بعضِهم، ورجَّح هذِه الأخيرة عياضٌ (فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُمْ، وَلَئِنْ فَارَقْتَهُمْ لَتُفَارِقَنَّهُمْ) بالنُّون المشدَّدة (وَهُمْ عَنْكَ رَاضُونَ، قَالَ) عمرُ لابنِ عبَّاس، ولأبي ذرٍّ: «فقال»: (أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللهِ ) لي (وَرِضَاهُ) عنِّي (فَإِنَّمَا ذَاكَ) ولأبي ذَرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «فإنَّ ذلك» بإسقاط «ما» وزيادة لامٍ قبل الكاف (مَنٌّ) بفتح الميم (٢) وتشديد النُّون؛ عطاءٌ (مِنَ اللهِ تَعَالَى) وفي نسخةٍ: «جلَّ ذِكْرُه» وسقط هذا ولفظ «تعالى» لأبي ذَرٍّ (مَنَّ بِهِ عَلَيَّ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ أَبِي بَكْرٍ وَرِضَاهُ؛ فَإِنَّمَا ذَلِكَ مَنٌّ مِنَ اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ مَنَّ بِهِ عَلَيَّ) وسقط لفظ «جلَّ ذِكْره» لأبي ذَرٍّ (وَأَمَّا مَا تَرَى مِنْ جَزَعِي فَهْو مِنْ أَجْلِكَ وَأَجْلِ) ولأبي الوقت: «ومِنْ أجل» (أَصْحَابِكَ) ولأبي ذَرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «أُصيحابك» بضمِّ الهمزة مصغَّرًا؛ خاف الفتنة عليهم بعدَه (وَاللهِ لَو أَنَّ لِي طِلَاعَ الأَرْضِ) بكسر الطَّاء وتخفيف اللَّام، أي: ملأَها (ذَهَبًا؛ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ عَذَابِ اللهِ ﷿ قَبْلَ أَنْ أَرَاهُ) أي: العذاب، والهمزة مفتوحة، وعند أبي حاتم من حديث ابن عبَّاس : أنَّه دخل على عمر حين طعن فقال: «أبشر يا أمير المؤمنين؛ أسلمتَ مع رسول الله حين كفر النَّاسُ، وقاتلتَ معه حين خذله النَّاس، ولم يختلف في خلافتك رجلانِ، وقُتلتَ شهيدًا، فقال: أَعِدْ، فأعاد، فقال: المغرورُ مَن غررتموه، لو أنَّ لي ما على ظهرها من بيضاء وصفراء؛ لافتديتُ به مِن هول المطلع» وإنَّما قال ذلك لغلبةِ الخوف الذي وقع له حينئذٍ مِنَ التَّقصير فيما يجبُ عليه مِن حقوق الرَّعيَّة، ومِنَ الفتنة بمدحِهِم.

(قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ) ممَّا وصله الإسماعيليُّ: (حَدَّثَنَا أَيُّوبُ) السَّختيانيُّ (عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ) عبدِ الله (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ) أنَّه قال: (دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بِهَذَا) الحديث السَّابق، ولم يذكر المِسوَر بن مَخْرمة، فيَحتملُ -كما قال في «الفتح» - أن يكون محفوظًا عن الاثنين، ويأتي مزيدٌ لفوائد هذا الحديث إن شاء الله تعالى في آخر «مناقب عثمان» [خ¦٣٧٠٠].


(١) في (م): «صحبة».
(٢) «الميم»: مثبتٌ من (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>