وتشديد الطَّاء لأجل شيءٍ، أو عن شيءٍ قطُّ (١)(يَقُولُ: إِنِّي لأَظُنُّهُ كَذَا، إِلَّا كَانَ كَمَا يَظُنُّ) لأنَّه كان من المُحدَّثين -بفتح الدَّال- (بَيْنَمَا) بالميم (عُمَرُ)﵁(جَالِسٌ) وجواب «بينما» قوله: (إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ) قال البيهقيُّ: يشبه أن يكون هو سَوَاد بن قارِبٍ؛ بفتح السِّين وتخفيف الواو، و «قارِبٍ» بالقاف والرَّاء المكسورة بعدها مُوحَّدةٌ (فَقَالَ عُمَرُ: لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّي) في كونه في الجاهليَّة بأن صار مسلمًا (أَوْ) قال: (إِنَّ هَذَا) سواد بن قاربٍ مستمرٌّ (عَلَى دِينِهِ فِي الجَاهِلِيَّةِ) على عبادة الأوثان (أَوْ لَقَدْ) بالهمزة والواو السَّاكنة في «اليونينيَّة» وغيرها، وفي الفرع «ولقد»(كَانَ كَاهِنَهُمْ) بكسر الهاء، أي: كاهن قومه (عَلَيَّ) بتشديد الياء، أي: أحضروا (الرَّجُلَ) أو قرِّبوه منِّي (فَدُعِيَ) بضمِّ الدَّال مبنيًّا للمفعول (لَهُ) أي: لأجل عمر (فَقَالَ) ولأبي ذرٍّ: «وقال»(لَهُ) عمر (ذَلِكَ) الذي قاله في غيبته من التَّردُّد، وقال أبو عمر: كان يتكهَّن في الجاهليَّة فأسلم، وداعبه عمر يومًا وقال: ما فعلت كهانتك يا سواد؟ فغضبَ وقال: ما كنَّا عليه نحن وأنت يا عمر من جاهليَّتنا وكفرنا شرٌّ من الكهانة، فما لك تعيِّرني بشيءٍ تبت منه وأرجو من الله العفو عنه؟ (فَقَالَ) سوادٌ: (مَا رَأَيْتُ) شيئًا (كَاليَوْمِ) أي: مثل ما رأيت اليوم، أي: حيث (اسْتُقْبِلَ) بضمِّ الفوقيَّة مبنيًّا للمفعول (بِهِ) أي: فيه (رَجُلٌ) نائبٌ عن الفاعل (مُسْلِمٌ) صفةٌ له، وللأربعة:«استَقبل»؛ بفتح الفوقيَّة مبنيًّا للفاعل «به» أي: بالكلام «رجلًا» مفعولٌ لـ «رأيت» و «مسلمًا» صفته كذا أعربه الكِرمانيُّ وتبعه البِرماويُّ، وقال العينيُّ: فيه شيءٌ إن كان مراده «رأيت» المُصرَّح به في الحديث، فإن قدَّر لفظ «رأيت» آخر يكون مُوجَّهًا، تقديره: ما رأيت يومًا مثل هذا اليوم رأيتُ استُقبِل به، أي: بالكلام المذكور رجلًا مسلمًا، فقوله:«استُقبِل به» جملةٌ معترضةٌ بين الفاعل والمفعول، وحاصل المعنى: ما رأيتُ كاليوم رأيت فيه رجلًا استُقبِل فيه، أي: في اليوم. انتهى. وعند البيهقيِّ في روايةٍ مُرسَلةٍ:«قد جاء الله بالإسلام، فما لنا وذكر الجاهليَّة؟!».
(قَالَ) عمر ﵁ له: (فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ) أي: ألزمك (إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي) أي: ما أطلب منك إلَّا
(١) قوله: «بفتح القاف وتشديد الطَّاء لأجل شيءٍ، أو عن شيءٍ قطُّ» سقط من (ص).