للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإخبار (قَالَ) سوادٌ: (كُنْتُ كَاهِنَهُمْ) أي: أُخبرِهم بالمغيَّبات فِي الجَاهِلِيَّةِ (قَالَ) له عمر: (فَمَا أَعْجَبُ) بالضَّمِّ، و «ما» استفهاميَّةٌ (مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ) من أخبار الغيب؟ (قَالَ: بَيْنَمَا) بالميم (١) (أَنَا يَوْمًا فِي السُّوقِ جَاءَتْنِي) الجنِّيَّة (أَعْرِفُ فِيهَا الفَزَعَ) بفتح الفاء والزَّاي والمُهمَلة، أي: الخوف (فَقَالَتْ) لي، ولأبي ذرٍّ «وقالت (٢)»: (أَلَمْ تَرَ الجِنَّ وَإِبْلَاسَهَا) بكسر الهمزة وسكون المُوحَّدة والنَّصب؛ عطفًا على سابقه، أي: وخوفها (وَيَأْسَهَا) من اليأس ضدُّ الرَّجاء (مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا) بكسر الهمزة وسكون النُّون، أي: من بعد انقلابها على رأسها، قال ابن فارسٍ: معناه يئست من استراق السَّمع بعد أن كانت أَلِفَتْه، فانقلبت عن الاستراق وقد أَيِسَت من السَّمع (وَلُحُوقَِهَا) بالنَّصب عطفًا على «إبلاسها»، أو بالجرِّ عطفًا على «إنكاسها» أي: ولحوق الجنِّ (بِالقِلَاصِ) بالقاف المكسورة آخره صادٌ مُهمَلةٌ، جمع قلوصٍ: النَّاقة الشَّابَّة (وَأَحْلَاسِهَا؟) بفتح الهمزة وسكون الحاء المهملة بعدها لامٌ فألفٌ فسينٌ مُهمَلةٌ، جمع حِلسٍ؛ -بكسر أوَّله- وهو كساءٌ يُجعَل تحت رحل الإبل على ظهورها تلازمه، ومنه قيل: فلانٌ حِلس بيته، أي: مُلازِمه، قال في «الكواكب»: والمراد: بيان ظهور النَّبيِّ العربيِّ ومتابعة الجنِّ للعرب ولحوقهم بهم في الدِّين؛ إذ هو رسول الثَّقلين، وهذا الشِّعر من الرَّجز، لكن وقع الأخير غير موزونٍ، نعم رُوِي:

ورَحْلُها العِيسُ بأحلاسِها


(١) «بالميم»: مثبتٌ من (س).
(٢) في (ص): «ولأبي ذرٍّ: قالت»، وكذا في «اليونينيَّة».

<<  <  ج: ص:  >  >>