للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يتوهَّم أنَّه محالٌ من شقِّ البطن وإخراج القلب المؤدِّيين للموت (١) لا محالة، ونحن بحمد الله لا نرى العدول عن الحقيقة إلى المجاز في خبر الصَّادق إلَّا في الأمر المُحَال على القدرة، وسقط قوله «ثمَّ أعيد» لغير أبي ذرٍّ (ثُمَّ أُتِيتُ) بضمِّ الهمزة مبنيًّا للمفعول (بِدَابَّةٍ دُونَ البَغْلِ وَفَوْقَ الحِمَارِ أَبْيَضَ) اللَّون، والتَّذكير باعتبار المركوب، وعند الثَّعلبيِّ بسندٍ ضعيفٍ من حديث ابن عبَّاسٍ : «لها خدٌّ كخدِّ الإنسان، وعَرْفٌ كالفرس، وقوائم كالإبل، وأظلافٌ وذَنَبٌ كالبقر، وكان صدره ياقوتةً حمراء» (فَقَالَ لَهُ) أي: لأنسٍ (الجَارُودُ) بن أبي سَبْرَة: (هُو البُرَاقُ يَا أَبَا حَمْزَةَ؟) استفهامٌ حُذِفت منه الأداة، و «أبو حمزة» -بالحاء المُهمَلة والزَّاي- كنية أنسٍ (قَالَ أَنَسٌ: نَعَمْ) هو البراق (يَضَعُ خَطْوَهُ) بفتح الخاء المُعجَمة وسكون الطَّاء المُهمَلة (عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ) بفتح المُهمَلة وسكون الرَّاء بعدها فاءٌ، أي: يضع رجله عند منتهى ما يرى بصره، وهو يدلُّ على أنَّه كان يمشي على وجه الأرض، وروى ابن سعدٍ عن الواقديِّ بأسانيده: «له جناحان»، ولعلَّه يشعر بأنَّه يطير بين السَّماء والأرض.

(فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ) بضمِّ الحاء مبنيًّا للمفعول (فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا) فيه حذفٌ صرَّح به البيهقيُّ في «دلائله» من حديث أبي سعيدٍ، ولفظه: «فإذا أنا بدابَّةٍ كالبغل يُقال له: البراق، وكانت الأنبياء تركبه قبلي فركبته … » الحديث، قال: «ثمَّ دخلت أنا وجبريل بيت المقدس فصلَّيت، ثمَّ أُتيت بالمعراج» وعند ابن إسحاق: «ولم أرَ قطُّ شيئًا أحسن منه، وهو الذي يمدُّ إليه الميت عينيه إذا حُضِر (٢)» وفي رواية كعبٍ: «فُوضِعت له مرقاةٌ من فضَّةٍ ومرقاةٌ من ذهبٍ، حتَّى عرج هو وجبريل» وفي «شرف المصطفى» لأبي سعدٍ: «أنَّه مُنضَّدٌ باللُّؤلؤ، عن يمينه ملائكةٌ وعن يساره ملائكةٌ» وعند ابن أبي حاتمٍ من رواية يزيد بن أبي مالكٍ عن أنسٍ : «فلم ألبث إلَّا يسيرًا حتَّى اجتمع ناسٌ كثيرٌ، ثمَّ أذَّن مؤذِّنٌ فأُقِيمت


(١) في (ب) و (س): «إلى الموت».
(٢) في (ب) و (س): «احتُضِر».

<<  <  ج: ص:  >  >>