للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرَّهْطُ) زاد في «الخمس»: عُثمان وأصحابه: (يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنَهُمَا وَأَرِحْ) بهمزة مفتوحة وراء مكسورة فحاء مهملة، من الإراحَةِ (أَحَدَهُمَا مِنَ الآخَرِ، فَقَالَ عُمَرُ: اتَّئِدُوا) بتشديد الفوقية المفتوحة وهمزة مكسورة، لا تعجَلُوا (أَنْشُدُكُمْ) بفتح الهمزة وبالمعجمة، أسألُكُم (بِاللهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ) بغيرِ عمدٍ (وَالأَرْضُ) على الماء (هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ) بالرفع خبر المبتدأ الذي هو «ما» والعائدُ محذوفٌ، أي: الَّذي تركنَاه صدقةً (يُرِيدُ) (بِذَلِكَ نَفْسَهُ) الكريمة، وكذا غيره من الأنبياءِ بدليلٍ آخرَ؛ وهو قولُه في حديثٍ آخر: «نحنُ معاشرَ الأنبياءِ لا نُورَث».

(قَالُوا) أي: الرَّهط (قَدْ قَالَ) (ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ) (فَقَالَ) لهما: (أَنْشُدُكُمَا بِاللهِ، هَلْ تَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَدْ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالَا: نَعَمْ، قَالَ) لهما: (فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الأَمْر: إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ كَانَ خَصَّ رَسُولَهُ ) سقطتِ التَّصلية لأبي ذرٍّ (فِي) وفي نسخة «من» (هَذَا الفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ، فَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿وَمَا أَفَاء اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ﴾) من بنِي النَّضير (﴿فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ﴾) ولا إبلٍ (إِلَى قَوْلِهِ: ﴿قَدِيرٌ﴾ [الحشر: ٦] فَكَانَتْ هَذِهِ) بنو النَّضير (خَالِصَةً لِرَسُولِ اللهِ ) لا حقَّ لأحدٍ غيره فيها، كما هو مذهبُ الجمهُورِ، وعند الشَّافعية: يخمَّسُ خمسةَ أخمَاسٍ؛ لآية الأنفالِ: ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ﴾ [الأنفال: ٤١] فحمل المطلَق على المقيَّد، وقد كان يقسم لهُ أربعة أخماسِه وخُمس خمسِه، ولكلٍّ من الأربعةِ المذكورينَ معه في الآيةِ خمس خمس، وأمَّا بعدهُ فيصرفُ ما كان له من خمسِ الخُمس لمصالحنَا، ومن الأخماسِ الأربعةِ للمُرتَزِقة.

(ثُمَّ وَاللهِ مَا احْتَازَهَا) بهمزة وصل وحاء مهملة ساكنة وفوقية مفتوحة وزاي مفتوحة، ما جمعَها (دُونَكُمْ، وَلَا اسْتَأْثَرَهَا) ولأبي ذرٍّ والأَصيليِّ وابنِ عساكرٍ «ولا استَأثَرَ بِهَا» أي: ولا اسْتَقلَّ بها (عَلَيْكُمْ، لَقَدْ أَعْطَاكُمُوهَا) أي: أموالَ الفيءِ (وَقَسَمَهَا فِيكُمْ حَتَّى بَقِيَ هَذَا المَالُ مِنْهَا، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ) ولأبي ذرٍّ «سَنَتِه» (مِنْ هَذَا المَالِ،

<<  <  ج: ص:  >  >>