أنسٍ (فِي سَبْعِينَ رَاكِبًا) إلى بني عامرٍ (وَكَانَ) سببَ البعثِ أنَّه كان (رَئِيسَ المُشْرِكِينَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ) بضم الطاء المهملة وفتح الفاء، ابنِ مالك بنِ جعفرِ بنِ كلابٍ، وهو ابنُ أخي أبي براءٍ عامر بن مالكٍ، وكان (خَيَّرَ) هو النَّبيَّ ﷺ لمَّا أتاهُ (بَيْنَ ثَلَاثِ خِصَالٍ، فَقَالَ: يَكُونُ لَكَ أَهْلُ السَّهْلِ) بفتح المهملة وسكون الهاء، سكَّانُ البَوادي (وَلِي أَهْلُ المَدَرِ) بفتح الميم والدال المهملة بعدها راء، أهلُ البلاد (أَوْ أَكُونُ خَلِيفَتَكَ، أَوْ أَغْزُوكَ بِأَهْلِ غَطَفَانَ) بالغين المعجمة والطاء المهملة والفاء المفتوحات، قبيلةٌ (بِأَلْفٍ) أي: أشقر (وَأَلْفٍ) أي: أحمر، فقال ﵊:«اللَّهمَّ اكفِني عامِرًا»(فَطُعِنَ عَامِرٌ) أي: ابنُ الطُّفيل المذكُور، أي: أصابَه الطَّاعون (فِي بَيْتِ أُمِّ فُلَانٍ، فَقَالَ: غُدَّةٌ) بضم الغين المعجمة وتشديد الدال المهملة (كَغُدَّةِ البَكْرِ) بفتح الموحدة وسكون الكاف، الفَتيِّ من الإبلِ (فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ آلِ فُلَانٍ) أي: من آلِ سَلُول، كما عندَ الطَّبراني، وهي سلولُ بنتُ شَيْبان، وزوجها مرَّة بن صَعْصعة، أخو عامر بن صَعْصعة يُنسَب بنوهُ إليها، ولأبي ذرٍّ «من آلِ بنِي فلانٍ»(ائْتُونِي بِفَرَسِي، فَمَاتَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ) قال الدَّاوديُّ: وكانت هذهِ من حماقاتِ عامرٍ، فأماتَه اللهَ بذلك ليُصَغِّر إليهِ نفسه.
(فَانْطَلَقَ حَرَامٌ أَخُو أُمِّ سُلَيْمٍ) الَّذي بعثهُ ﵊(وهُوَ رَجُلٌ أَعْرَجُ، وَرَجُلٌ) آخر (مِنْ بَنِي فُلَانٍ) في الفَرْع «هو»، على كشطٍ بإسقاط الواو، وثبتَ في غيرِه (١)، وهي واو الحال، و «الأعرجُ» صفةٌ لحَرَام، وليس كذلك بل الأعرجُ غيرُه، فالصَّواب: هو ورجلٌ أعرج. قال في «المصابيحِ»: وكذَا ثبتَ في بعضِ النُّسخ، فلعلَّ الواو قدِّمت سهوًا في الرِّواية الأولى، وعندَ البيهقيِّ من روايةِ عثمان بن سعيدٍ عن موسَى بنِ إسماعيلَ -شيخ المؤلِّف فيه-: «فانطلق حَرَام ورجُلان معهُ، رجلٌ أعرَجٌ ورجلٌ من بَني فُلان» وعند ابنِ هشامٍ في زياداتِ «السِّير»: أنَّ الأعرج اسمهُ: كعبُ